بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2018 12:02ص «رايات 2018» لـ «منير ملاعب» إستعراض فولكلوري ريفي راقص

طلبة ومخضرمون خضعوا لتجربة رحبانية الهوى ميّزتها عفوية مفرطة..

حجم الخط
عمل فولكلوري يحافظ على تقاليد الأصالة والتراث الريفي اللبناني، من باب اللوحات الراقصة، والموسيقى الموروثة من كبار طبعوا زمننا بالقيم والإبداع وتركوا لنا أسمى ما نفتخر به ونعتز.
«رايات 2018» تحاكي رايات العام 96 التي كان الفنان «منير ملاعب» إفتتح بها نتاجه المتميز في مجالي تصميم الرقصات والإخراج، وكرّت سبحة الأعمال (أورنينا، ونور الشرق، مع الراحل وجدي شيا، تجاعيد، أديفانا، وأحد اللبنانيين)وصولاً إلى أمس القريب (في  16 شباط/فبراير الجاري) حيث قدّم عمله الجديد مع فرقته الراقصة «راجانا فيدا» (14 راقصة وراقصاً) التي تشكّلت في أجواء متنوعة من الحركة والملابس وحس الطابع البلدي الغالب على روح اللوحات إنطلاقاً من المناخات الموسيقية والغنائية المختارة من نتاج: «الأخوين رحباني»، «زكي ناصيف»، إيلي شويري»، «زياد الرحباني»، مع «زياد الأحمدية»، وصاحب العمل «ملاعب» نفسه.
نعم روح العمل وشكله ومناخه من معالم الريف، من اللهجة المعتمدة في الحوارات، إلى الملابس للممثلين والراقصين، إلى الموسيقى والأغنيات، إلى الديكور، هذه أجواء لا نقاش فيها لأنها مقصودة والتركيز عليها أساسي. يبقى أن ما ميّز العمل أمران: اللوحات الفولكلورية المصممة كحركة وملابس للفنان «ملاعب»، وصوت المطرب الذي لم نعرفه قبلاً «ضياء طربيه» مع حنجرة تشبه مقالع الصخر في الجبال وبدا أنه غير محتاج لميكروفون يوصل صوته إلى الحضور، والسؤال حقيقي لماذا لا تستغل هذه الموهبة الكبيرة في أعمال بلدية أصيلة من وحي التراث اللبناني. «ملاعب» كان سيداً في لعبته الأولى والأساسية خصوصاً وأنه يستند إلى خبرة طويلة في الأعمال الراقصة منها عشر سنوات تحت لواء فرقة «كركلا»، كل هذا ظهر جلياً في كرم اللوحات العديدة والمكثفة التي تضمنها فصلا المسرحية على مدى ساعتين على خشبة «إروين هول» في الجامعة اللبنانية الأميركية – lau، في عرضين فقط (15 و16 شباط/فبراير 2018) وسط حضور كثيف ميّزته شخصيات ووجوه كثيرة من الجبل الدرزي على أساس أن «ملاعب» أفاض في الإعتماد على مواهب وأسماء من المنطقة بدت معالمها أشبه بالحفلات والمهرجانات المحلية التي تقام في القرى اللبنانية العديدة خلال فصل الصيف، يعني معظم العناصر من الضيعة نفسها أو الجوار القريب.
كان ممكناً للنص المكتوب أن يكون أمتن، وأكثر تركيزاً مع إعتماد مناخ مغاير لـ «عين الزوج البيضاء» (ضياء طربيه الذي تم كسر صورة المطرب الممتازة بحركات كوميدية خارج السياق) رغم أن الزوجة بدت في المسرحية أجمل من الصبايا اللواتي راح في جاذبيتهن الزوج، وتلعب شخصية الزوجة «أم نسيب»، «راجانا فيدا» إبنة الفنان «ملاعب». ولم نستسغ الحوارات والحركات الكوميدية التي قام بها عدة ممثلين (إلياس الحويك، عبد الله ملاعب، عماد ملاعب وغيرهم) وجاء التعويض في اللوحات الفولكلورية والتنويع اللافت في تصميم الرقصات والملابس الزاهية يحكمها ذوق خاص في تناسق الألوان وتماهيها مع بعضها البعض ومع مناخ الموسيقى والأغنيات المختارة للرقص على أنغامها. يضاف إلى ذلك التنويعة الموفقة في رقصة الصالصا التي صممها «إيلي الهبر» وتابعنا معها محطتين جاذبتين في أداء ساحر للراقصيْن، مما نوّع المناخ الغالب على المسرحية وخاطب العصرنة من نافذة ممتازة أعطت روحاً جميلة للعمل الذي حاول المواءمة بين خبرة محترفين في الميدان وجانب من طلبة الجامعة الطامحين للإسهام في مناخ الرقص الفولكلوري مع أستاذهم في هذه المادة على مقاعد وفي صالات الجامعة «منير ملاعب» نفسه.
«رايات 2018» محطة أعلنت حبها للتراث والريف، تبقى إسهاماً إيجابياً في صورة هذا النوع من الأعمال.