بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2020 12:00ص رموز الانفتاح البصري في أعمال الفنان موكيش شارما

من أعماله من أعماله
حجم الخط
تتنوّع الحركة في أعمال الفنان «موكيش شارما» (Mukesh Sharma) وفق الرموز الذهنية التي تسمح بالانفتاح البصري على مساحات غريبة متخيّلة مصحوبة بتزامن فني بين الواقع والمتخيّل، والبنية الأساسية لمتغيّرات الإنسان والحياة أو الأحرى تغيّرات الملامح بين الأسس النحتية والنمو الطبيعي لسمات تكوينية تسير وفق التدرّج المنطقي للاستكشاف الفلسفي عبر الفن، وقواعده التي يسلكها شارما الذي ولد عام 1974 ونشأ في راجستان بالهند حصل على شهادته في الرسم عام 1998 من مدرسة راجستان للفنون - جايبور، وماجستير في الطباعة من كلية الفنون الجميلة، وأصل رحلته في صناعة المطبوعات في استديو الغرافيك، وتابع ممارسته الفنية حيث عرضت أعماله تقاطع الرسم والطباعة وتركيبات النحت على نطاق واسع، وغالبا ما يستكشف الديناميكيات المعقدة لـلعلاقة بين الإنسان والبيئة وإخراج الثراء البصري محاولا الاستكشاف عبر الحدود غير الواضحة للواقع المتخيّل والأساطير، والتقنيات من حيث القدرة على استخراج المكنون الحكائي للكثير من الأساطير التي تحكم حياة الإنسان، وتجعله في حالات مختلفة تبعا لكل فرد، والتأثيرات المصاحبة لكل أسطورة أو حكاية، مما جعله يلتقط الكثير من الرموز والحركات المؤثرة على البنية الأساسية للعمل الفني الذي يقوم به، والتي تجسّد في بعض منها الكثير من المخاوف البيئية المؤثرة على الإنسان تحديداً. فهل للأساطير حكايات تشكيلية تختصر الكثير من الرموز؟

تولد أعمال الفنان موكيش شارما تنوّعات ثقافية مختلفة حول الأشياء التي ينتجها فنيا، وتوحي تاريخيا بالتأثيرات اللونية على الفلكلور الهندي تحديداً أو النقد المجتمعي الفني بصريا حيث يتم التكثيف بتوازن بين العناصر الأساسية، والمواد الطباعية المتعددة الأوجه، لخلق قوة فنية غير متوقعة، ذات صلة بتقاطع الرسم والطباعة، وتركيبات النحت التي تبني حدوداً غير واضحة للواقع المتخيّل للأساطير الهندية تحديداً، وتأثير التكنولوجيا على الحالة البشرية خاصة، فيما يخص جماليات التقاليد الفنية الهندية من خلال طباعة القوالب والمنمنمات إلى الملاحظات المعاصرة للواقع الحضري الهندي لعمال البناء حول حطام النفايات التكنولوجية، واضعا الكثير من الرموز التي تخلق فجوة بين الواقع والمتخيّل، والأفعال التي توقظ الفضول والدهشة، وتؤثر على الوعي البصري المرتبط بالفنون التشكيلية خاصة، وبمفهوم جماليات التراث الهندي وأساطيره المليئة بالأشكال الفنية المتخيّلة، والتي يمكن تنفيذها بشتى الوسائل بعيداً عن الفوضويات، وبتنظيم نستخلص منه الكثير من الخطوط والتفاصيل والحركات الإيقاعية المأخوذة من الحضارة الهندية التي تم تبسيطها على القماش، عبر فضاءات ذات لمسات ديناميكية تثير الدهشة، وتمنح طبيعة لوحاته الجوهر الجمالي القائم على مبدأ الاستكشاف الديناميكي لعلاقة الإنسان بالبيئة والثراء البصري الناتج عن ذلك.

يستخدم شارما الأدوات البسيطة لخلق المزيد من التفاصيل التقليدية مستغلا إمكانيات التفاعل اللونية في ترجمة الأحاسيس بصريا، لتكوين الجذور الحركية التي تخضع لقواعد صارمة مبنية على الإيحاء الفلكلوري أو الرمزي، لتحطيم الحدود بين الفن والحياة في لوحات يروي من خلالها الكثير من المفاهيم الجمالية، ومؤثرات التكنولوجيا الرقمية على الفن والابتعاد عن الوسائل المبتكرة من خلال جماليات التقاليد الهندية وأساطيرها المتقاطعة مع قوة الرسم وتقنيات الطباعة الحريرية متحدّيا بذلك أدوات العصر أو الأحرى معتمداً على المفاهيم التقليدية في الرسم والطباعة، لخلق تفاعلات بصرية بين اللوحة والمشاهد وبينه من خلال العمل الابداعي الذي يقوم فيه، ويترك أثره في الثقافة الفنية الهندية تحديداً، وبغموض دلالي للكثير من الرموز التي تشير الى الحضارات القديمة والحضارات المعاصرة والتناقض القائم بينهما. فهل تأثر شارما تكنولوجيا بالعصر الرقمي أم ترك للتقاليد الهندية التمسّك بالوسائل التقليدية في الفن؟