يا إلهي رحمتك ما هذا المنزل يهتز وأنا صابر حمول
ثواني مرَّت وأنا لست أنا ألف خاطر في قلبي يجول
هدأت واستشهدت بالله تعالى أتأمل خيراً فؤول
وهنا تذكّرت كم عندنا من الناس زلزلت عندهم العقول
وصار لديّ لأقارن بين هذا وذاك للمعرفة فضول
الأرض لثواني إنما زلزلة العقول ما زالت سارية المفعول
لأننا منذ سنوات وشهور وكل الأيام والفصول
نعيش بعذاب وضياع وهجرة من ضنك عيش ذلول
القلوب تحجّرت ولا حياة لمن تنادي ولا اهتمام للوصول
كي نتنفس الصعداء وآلامنا تتركنا وتغيب عنا افول
كم وكم من مرات يتظاهر الشعب وتدق لهم الطبول
قائلة ارحمونا فقدنا طاقة التحمّل والحياة وحول
وحول الغلاء وتدهور الليرة اللبنانية في حالة البطول(1)
حتى أسعار السلع المعيشية تزلزلت تُرى من المسؤول
ما العمل مع الإنسان العديم الفكر المائق(2) الجهول
والذي لا يهمّه سوى نفسه وعذاب الذلّ يمتدّ ويطول
هل ضميره يرتاح والدموع على الخدود تنهطل كالسيول
ما أصعب على وطن لمن لا يعرف قيمته لأنه إنساناً غلول(3)
وكل من يرميه بالنبال ويدمي قلبه من رشق النصول
لغاية في نفسه لأنه عن أعماله السيئة ليس خجول
ترى هل زلزلة الأرض ستفتح عينيه وتوقظه من الغفــول متى تستفيق يا ابن آدم وتتعظ ترى هل من قفول(4)
(1) البطول: الضياع والخسران
(2) المائق: الأحمق
(3) الغلول: الخيانة والسرقة
(4) قفول: رجوع