3 نيسان 2024 12:20ص زمن العجائب

حجم الخط
صحيح أننا نعيش عصراً يشهد صراعاً بين الإنسان والآلة التي اخترعها وطوّرها حتى صارت جزءاً من حياته لا يمكنه الاستغناء عنها، وباستطاعتنا القول أنه أصبح أسيراً لها وباتت تتحكّم به كيفما تشاء.. كل هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني أن تُلغي من حياتنا المشاعر الإنسانية التي ميّزنا الله بها ولا الإحساس بالجمال الذي نراه في لوحة أو نسمعه من لحن ولا الفكر المبدع الذي نقرأه في كتاب فلسفة أو قصيدة شعر أو رواية، وبرأينا مهما تطوّرت الآلة لا يمكنها أن تحلّ محل العقل الذي اخترعها.. هذه القضية تثير جدلاً وحواراً لن يتوقف ما دام هذا الإنسان ينظر بدهشة الى ما فعلته يداه وهو الذي أرسل الصواريخ إلى القمر وهبط أول إنسان على أرضه، وزرع راياته على قمم جباله، ثم انتقل إلى المريخ واكتشف أعلى قممه، ولا يزال يبحث ويبحث والى جانبه «كومبيوتر» ووسائل إتصالات متعددة حوّلت الكرة الأرضية الى قرية صغيرة في الكون الفسيح... هذا التطور لم يتوقف على اختراعات واكتشافات، بل إنه تمدّد نحو الإبداعات الأدبية والفنية، والكتاب الإلكتروني خير دليل، وهو يتطور ويزداد عدد مستخدميه الذين تخلّوا عن الكتاب الورقي والصحيفة الورقية وبات الكون كله يتجمّع في آلة صغيرة نحملها بيد واحدة أو نضعها في الجيب!! كل هذا من نتاج العقول على أنواعها التي تستطيع تدمير كرتنا الزرقاء الجميلة بالأسلحة الفتّاكة، التي اخترعتها، وبات الصراع بين البقاء والفناء، يتحكّم به «زرٌ» على طاولة رئيس إحدى الدول الكبرى.. فعلاً وقولاً نحن في زمن العجائب الذي يشهد صراعاً بين السلام والحرب، ولا ندري الى أين سيقودنا عصر الذكاء الإصطناعي!!
نزار سيف الدين