بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2019 12:29ص سيمون أسمر «أبو الفرح» والفن

حجم الخط
من أين أبدأ.. امام هذا التاريخ الحافل من العطاء الفني والثقافي.. امام هذه الأرزة اللبنانية الخالدة؟

هل ابدأ بالشعر الموزون أو الحر الذي عشقه.أم بصفاته الخاصة؟ وتعارفه مع شخصيات ما كانت لتغدو شخصيات لولا هو وبها يبدو اللقاء كالحلم.. هل ابدأ بوفائه ووطنيته، وانفتاحه على كل الأديان؟

أحبَّ اسرته الصغيرة وآثرها كما الوطن وجمهوره العريض بالحب والاخلاص، لأن النّاس كانوا كل هدفه في الحياة. وسيمون أسمر ليس له عبقري مماثل يقابله في محيطنا العربي.

عني بتراثنا الفني الخالد وبكل ما يحدث في الوطن ودنيا العرب من مقدرات إعلامية وفنية ونشر للجميع كل نتاج جيّد ومثمر.

انساب أسلوبه دوماً بكلمات حرفية جزلة وتحليل نفسي عميق. انه من باب البسيط المستحب أو السهل الممتنع، على جانب كبير من الرقي.

يجلس مع ضيوفه من على التلفاز وهو في أقصى درجات الاناقة، يتكلم اعذب الأحاديث، يحكي قصصاً ادبية شائقة ويلقي الطرائف أيضاً.

لفظه جيد صحيح وفي لهجته حماسة ووطنية وانفعال صادق. ولا انسى كلامه على أهمية دور المرأة في المجتمع ولم يجد خيراً في قوله: أنتِ قدّامي، وأنا وراءكِ.

شاهدته في سنته الأخيرة في جبيل وكان منظره يوحي إلى الناظر إليه انه عامل لا مخرج من الطراز الأوّل، فلم يكن يحفل، خارج إطار ظهوره التلفزيوني، بملبسه واناقته، وكان يعتمر قبعة قاتمة، فيبدو بها أقرب إلى الكادحين منه إلى أبناء الوطن من المزودين علماً وثقافة وذوقاً فنياً رفيعاً.

ها هو ابوالفرح والفن والوطنية يغادر وادي الدموع تاركاً في قلوب عارفيه ذكرى وفائدة بالغة، ليلتحق بمن سبقه من كبار فضلاء في دار النعيم.




أستاذ في المعهد العالي للدكتوراه