بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تموز 2019 12:05ص «شهرياد» في عامه السادس

حجم الخط
منذ أيام احتفل منتدى «شهرياد» بمناسبة مرور ست سنوات على تأسيسه بحضور المؤسّسين وهيئته الإدارية والأعضاء والأصدقاء، وكانت مناسبة للاحتفاء بهذا المنبر الثقافي الذي أثبتت السنوات كيف يُمكن للنشاط الثقافي أن يكون مجدياً إذا رافقته الجديّة والتنوّع والتحرّر من عقدة الإنتماء والمحسوبية والشخصانية، وحسن البرمجة في اختيار من يعتلي المنبر عن جدارة وتميّز وعطاء.

يوم أعلن عن تأسيس المنتدى وإنطلاقته كان الاعتقاد لدى الكثيرين انه طفرة من الطفرات التي تعمّ الوسط الثقافي لا تلبث أن تذوي وتغيب كما ذَوَى وغاب غيرها.

لكن الأيام والسنوات أثبتت خطأ هذا الاعتقاد بعد ما يقارب الـ «250» نشاطاً متنوّعاً ما بين ألوان الإبداع المختلفة، وبعد هذا الاستقطاب من حيث الحضور لكل أمسية من أمسياته.

فما هو السر في نجاح هذا المنتدى وفي غياب غيره؟!..

يفسّر المؤسّس الشاعر نعيم تلحوق ومن معه ذلك بهيمنة الروح العائلية على علاقات العاملين والمنتمين..

فليس هناك مكان للمناكفات والحرتقات والأنانيات التي غالباً ما تكون هي السبب في عدم استمرار الكثير من المنتديات التي تظهر ثم سرعان ما يطويها النسيان وكأنها لم تكن.

نجاح «شهرياد» يتطلب الوقوف عند الظاهرة ومحاولة معرفة أسباب نجاحها:

- الابتعاد عن كافة المحاور السياسية المتصارعة في البلد مع فتح الأبواب أمام كل مبدع يستحق الوقوف على منبرها.

- غياب الشفاعات والوساطات ومراعاة الخواطر عن كل الأنشطة على تنوّعها.

- كفاءة العاملين من حيث التنظيم وحسن الإدارة.

- امتداد المنتدى إلى معظم المناطق اللبنانية من خلال فروع له تمارس نشاطها في مناطقها مع المحافظة على محورية بيروت كحاضنة أم.

- الجديّة في العمل والتنظيم مما استدعى الدعم المعنوي من قبل وزارة الثقافة كراعية للنشاط الثقافي في البلد.

- التواصل الدائم من المنتديات والمراكز الثقافية في العالم العربي من حيث تبادل الوفود مما أوجد مكاناً مميّزاً للمنتدى في الخارطة الثقافية العربية.

وأخيراً لا بدّ من القول ان «شهرياد» استطاع إثبات حقيقة مفادها انه بالإمكان فصل الثقافة وفعالياتها عن الوضع السياسي الذي يحيط به. وهذه الحقيقة تُكرّس الدور الذي يُمكن للثقافة أن تقوم به على الصعيد الوطني في بلد تعتبر الثقافة عاموداً أساسياً من عواميد كيانه.

في النهاية لا بدّ من الشدّ على أيدي القائمين على المنتدى والعاملين في إطاره والتمنّي لهم بالاستمرار وازدياد الألق، فالعمل الثقافي في هذه المرحلة يبدو كالضوء وسط الديجور المحيط بالمنطقة من أقصاها إلى أدناها.