بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2018 12:59ص طارق ناصر الدين الشاعر الذي أطلق الحب من عقاله...

حجم الخط
هو طارق بن نديم سعيد ناصر الدين. ولد في «كفرمتى» قضاء عاليه في سنة 1942. تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الداودية في عبيه (1948 - 1959). ثم انتقل إلى مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ثم التحق بالجامعة اللبنانية (1961 - 1966) وأحرز فيها شهادة الحقوق اللبنانية.
له نشاط مستمر مُكثّف، إذ إنه رأس «رابطة الأقلام العربية» من سنة 1969 إلى سنة 1975، وشارك في مؤتمرات كثيرة ذات طابع فكري وسياسي وثقافي. أشرف واسهم على عدّة مطبوعات وشارك في تحريرها وخصوصاً مجلة «مواقف» وهو المستشار الثقافي للمؤتمر اللبناني ورئيس مجلس أمناء اتحاد الشباب الوطني في لبنان. وشارك في تأسيس بعض النوادي والجمعيات المحلية والعربية. إلى ذلك كلّه هو شاعر وأديب وكاتب وصحافي ومحامٍ وناقد.
كتبه المطبوعة:
1 -  العائد من كل الأشياء، مكتبة مدبولي، القاهرة، سنة 1995.
2 - قصائد مؤمنة، دار العلم للملايين، بيروت سنة 1996.
3 - حب وحب، عالم دار الفكر، سنة 2018م.
كتبه المخطوطة:
لا ترحلي (شعر)، معلقات على جدار القلب (شعر).
***
وامامي الآن: «حب وحب» وهو آخر ديوان أصدره الشاعر طارق ناصر الدين. صدر عن دار عالم الفكر والنشر، والحق أن طارق ناصر الدين شاعر ينتقي الكلمات ويصوغها بقلمه وفكره النير. إنه ينبوع حب دائم، ذلك أن أفراد عائلته شعراء وادباء وعسكريون واطباء كان لهم شأن كبير في التاريخ.. ويأتي في مقدمتهم العلامة والفقيه واللغوي والأديب أمين بك آل ناصر الدين الذي نشر جريدة «الصفاء» في حياته وقام بشأنها خير قيام، وكان له باع طويل في اللغة، فنشأ وترعرع على يدي والده الأمير نديم آل ناصر الدين وسار على نهجه واسلوبه وهديه.
أصبح طارق آل ناصر الدين اليوم من شعراء الصف الأول في لبنان بفضل أسلوبه المميز، وعطائه المستمر، ونداءاته المتكررة من أجل العروبة وفلسطين، والاحباب، والخالدون، ومن مجموعة نرفانا، ومعلقات على جدار القلب، والرئيس الخالد جمال عبد الناصر.
لقد سطر بقلمه قصائد طنانة من شغاف القلب، احبابه لا يغيبون عن عينيه، انتقلوا من العين إلى الذاكرة، أحبابه هم قوام حياته.
نظم قصيدة في «حب» قال فيها:

أحبائي أنا في الحب دائي
ولن أشفى فموتي في شِفائي
ويومٌ لا يمرُ بدون حب
أحس بأنه يوم انتهائي
وأعرف أن هذا العصر رقمٌ
حسابي لتجار البغاء
أقاومه وارفضه وأشقى
فمجد الحب أبقى من شقائي

إلى ان يقول:

أحب النّاس فالإنسان حلمٌ
تجاوز كل أسباب الفناء
أحب الراحلين فهم تراثي
أحب القادمين فهم رجائي

إلى ان يقول:

أحب أبي وأمي كل أمٍ
بأمر الله فاتحة النساء
أحب الأرز من لبنان يعلو
على الدنيا منارة ألفباء
أحب عروبتي وحياً ونصاً
تأبد في كلام الأنبياء
وفيت لكل من أحببت يوماً
فهم روحي وأهلي وانتمائي
وأهون ان يقال بلا وجودٍ
ولا أحدٌ يقول بلا وفاء

ويقول في صفحة الغلاف، تحت صورته:
أنا حب
فمن يحتاج حباً
إذا دخل الكلام..
فقد رآني..
تتجلى المتانة والإيمان في شعر الأمير طارق ناصر الدين. فهو لا يتخلّى عمّا آمن به واتخذه وسيلة لوصول شعره إلى قرائه الأعزاء.
يقول طارق في «مقدمة ديوانه»:
«بعد نكبة سنة 1967 قررت ان أعطي إجازة طويلة لخفقات قلبي. لا يخلد إلا من يحب. وأنا لست بائعاً للأمل في عالم غارق بالجريمة حتى أُذنيه... ولست متفائلاً بالخلود المجاني وقد أصبحت أقرب إلى قبر مهجور في تربة نائية مني إلى حياة شباب لا تعترف بالموت لأنها لا تراه».
حقاً، أنت شاعر يا طارق وشعورك لا حدود له. وليمت من لا يقول إنك لست بشاعر. وكفى المؤمنين شر القتال.
نجيب البعيني

* حب وحب، طارق ناصر الدين، عالم الفكر، بيروت، في 224 صفحة من الحجم الصغير.