نزلت ضيفاً، منذ بضعة أيام، على الإعلامي الزميل «طوني خليفة» في برنامجه الأسبوعي «العين بالعين» وتعرضه شاشة «الجديد».
والحقيقة، ان هذا البرنامج يحقق في كل أسبوع خطوات متقدمة، ونجاحات ملحوظة، ما يُلزم أي زميل صحفي أو إعلامي بقبول دعوة الزميل العزيز للمشاركة في أي من حلقاته الرصينة البعيدة عن الإسفاف الأخلاقي..
أما الإنطباع الذي خرجت به من الحلقة المذكورة، فكان متعدد النقاط، أرى من الواجب المهني ان اسجلها، واولها رقي الحوار الذي يدور في هذه الحلقات مهما كان عدد الضيوف، وحيث ينجح طوني خليفة، سواء في الحلقة التي استضافني فيها (برغم حساسية موضوعها) أو في الحلقات التي سبقت (وكلها كانت لافتة لأنظار المشاهدين) أن يضبط الإيقاع بعدل، وان يُمسك بمفاتيح المحاور المطروحة على بساط البحث، والأهم، ان يحافظ على كرامة ضيوف برنامجه، مانعاً عنهم حتى الأذى المعنوي أو التهديد اللفظي، حتى انه أعطى تعليماته ذات مرّة، لرجال الأمن داخل الاستديو، لإخراج مرافقي فنانة كانت ضيفة في البرنامج، لأنهم تدخلوا في ما لا يعنيهم، ووجهوا «شبه تهديد» لأحد الضيوف المشاركين في البرنامج، وعندما هددت الفنانة بمغادرة الاستديو، إن تمّ إخراج مرافقيها منه، «رحب» الزميل طوني خليفة بمغادرتها برغم انها كانت ضيفة رئيسية في الحلقة... فهو فضل صون كرامة ضيف برنامجه على أي شيء آخر، وبذلك استحق تهنئة كل مشاهدي الحلقة...
وطوني خليفة، تميز على مدى عمله الإعلامي، بحسن فهم لمعنى «إدارة الحلقات التلفزيونية»، من حيث إفساح المجال أمام أي من الضيوف لإبداء الرأي كاملاً، من دون مقاطعة أو تدخل أو تشويش، ولا اذكر انه في الحلقة التي استضافني فيها، وكان عدد ضيوفها أربعة، قد قاطع أي واحد منا، أو تدخل في أفكار أحد، بل ما كان يحدث هو العكس، وحيث كان يمنح الوقت الكامل لكل منا ليقول ما يريده، بمثل ما كان يتيح كل الوقت لأي من الزملاء الراغبين بإبداء اعتراض ما، وفي كل الحالات كان النظام سيّد الحلقة، وليس القمع الفكري كما يحدث في بعض البرامج؟!..
طوني خليفة في «العين بالعين» وكما عوّد مشاهديه في مختلف البرامج التي سبق ان قدمها، هو الممسك الدائم بكل مفاصل الحلقات، المنتقل من ضيف إلى آخر بكل سلاسة واقتناع، بأنه منح هذا الضيف أو ذاك حقه الكامل في حرية القول والرأي والتعبير، ولا اتذكر ولو لمرة واحد، كانت فيها مداخلته مقاطعة أو قمعاً، وإنما لإنتظام سير البرنامج... بل أكثر من ذلك، فهو إن التبس عليه أي رأي تكون مقاطعته استفسارية ليس إلا، وللفهم ليس أكثر، ودائماً بتهذيب جم، وبأسلوب حضاري.
ويا أيها الزميل العزيز، انها ليست المرة الأولى التي أكون فيها ضيفاً في بيتك، وان كانت المرة السابقة تعود لـ 25 عاماً مضت، ويومذاك كنت مقدماً لبرنامج فني على شاشة LBC من اعداد وإخراج صديقنا المشترك سيمون أسمر... ولكنها ليست المرة الأولى أيضاً التي اتابعك في مختلف برامجك اللبنانية والعربية، والثابت بعد كل هذا العمر المديد كان دائماً ما وجدته عندك وفيك: المهنية الراقية والنزاهة، وحسن الضيافة..