عودي يا ابنتي الغالية لأفرش لك الدربا
بالورود والياسمين وأعطّر لك العشبا
عودي يا حياتي لأضمّك لصدري وأسكب الحب سكبا
وأزيحي عن قلبي أحزاني وازداد منك قربا
أنساك يا ابنتي محال أن أنسى عالمك الرحبا
لولاك ما اكتملت فرحتي وما عرفت للأمومة دربا
قد كنت لي عطاء مزهراً وكنت لسمائي الشهبا
نداؤك ماما شدواً وحبّك سيبقى لحياتي أرضاً خصبا
بقربك تكتمل سعادتي وببعادك أرضي يابسة جدبا
مهما بعدت عني ونأتك الرياح شرقاً أو غربا
أنت بقلبي بأوصالي تحلّقين كما يحلّق اليمام سربا
عودي يا غادة وانهبي ما شئت من عمري نهبا
لولاك ما لحياتي معنى ولا لغيومي الداكنة كوكبا
عودي يا منية الروح وسهّلي بحديثك هذا الزمان الصعبا
حناني لك ليس له أمد ما زال بأعمق أعماقي رطبا
وحنين إليك كالمياه الجارية الرقراقة العذبا
عودي يا الحب الحقيقي ما اتخذتيه قسراً أو اكتسبتيه كسبا
هو يا ابنتي هبة الخالق سبحانه كما الأرض والسماء والقطبا