بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2023 12:00ص عاتبني يراعي.. إلى ابني الحبيب هادي شقير

حجم الخط
عاتبني يراعي متسائلاً لماذا عن آخر العنقود لم تكتبي
ترى هل أصبحت أفكارك ناضبة كأرض قاحلة جدب
أجبته لماذا أكتب وهو معي في كل خطواتي وكل درب
أراه بقلبي وعيوني هو قطعة مني أراه في البُعد والقُرب
ومحبته راسخة في الحشايا والوجدان وفي العيون والهدب
لي عذري من عدم الكتابة عنه ليتك يا يراعي تعرف السبب
يوم غيابه اشتاق إليه وأحنّ لوجوده لا تلومني خفّف العتب
تأكّد لو قرأت لكل الشعراء والأدباء وفي كل الكتب
لا ولن أجد تعابيراً تفيه حقّه حتى في صفحات الأدب
لأن حبّه أكبر من الكلمات وكل العبارات لشوقي وحبي
كم حاولت وفشلت بل عجزت عن الكتابة له من الصعب
يا قلمي لا تعاتبني ولا تلومني أنت الأعلم انه في قلبي
فهو ابني فلذة كبدي وحبّي له كنهر سلسبيل عذب
والنهر الجاري مهما طالت الأيام ولا الزمان لا ينضب
يوم أراك يا هادي كأنني رأيت السماء تتلألأ بالشهب
ويوم تسافر وتبتعد عني أشعر بوجع القلب من الندب(1)
حتى لو كان غيابه لأيام معدودة وهو عني محتجب
لأنه الابن والصديق والرفيق وهو كل شيء وقت الأرب(2)
وهل بعد ذلك تعانيني يا يراعي وهل في محبتي بعض الريب(3)
إذن كفّ عن الملامة وقل له ليبقى دائماً مني مقترب
السفر لأيام طويلة لا أحتملها لأنه الغيث المنسكب
منسكباً على روحي انتعاشاً وسفره الطويل غير محتسب
تلك هي عاطفة الأم يتحكّم بها قلبها لا عقلها لأنه منتهب(4)

1) الندب: الجروح
2) الأرب: الغاية
3) الريب: الشك
4) منتهب: حب لا مجال للكلام فيه