بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 كانون الثاني 2020 12:32ص عبد الرحمن مدرسة في الخلقية والمهنية

الزميل الراحل الحاج عبدالرحمن سلام مع شقيقته الفنانة الحاجة نجاح سلام الزميل الراحل الحاج عبدالرحمن سلام مع شقيقته الفنانة الحاجة نجاح سلام
حجم الخط
خبر صاعق

 لن نراه هذا المساء 

 ولا في المساءات المقبلة..

توفي الزميل العزيز، وابن البيت الرفيع التهذيب والأدب، الوطني، القومي، دون التبجح، هذا الذي يعرف حدوده، ولا يقف أحد عندها، إلا هو، ملتزم إلى الحدود القصوى، خلوق إلى حدّ يجعلك تزيد في احترامه..

تعود معرفتي بالزميل الكبير، والصديق، والأخ الحاج عبد الرحمن سلام إلى السنين الماضية، التي لا تقل عن عشرين سنة، عندما عاد إلى «اللواء» سكرتيراً تنفيذاً، نظراً لكفاءته وأمانته، وحرصه على تنفيذ الخط السياسي والمهني لـ«اللواء»، ساعياً جهد المستطاع، حتى الأيام الأخيرة من عمره المعطاء، وربطتني به علاقة يومية، تفصيلية، تمتد من ساعات المساء الأولى، وربما أكثر في بعض الأحيان..

شكل «المصفاة» الأخيرة بلغة المهنة، للخبر واللغة، والصورة، والموقع في الصحيفة..

كان إذا اجتهد وأخطأ أسرع إلى الاعتذار، وإذا اجتهد ونجح، لاذ بالصمت، وكأن لا شيء أنجزه..

اتصف «الحاج عبد» كما كان يحلو للزملاء ان يسموه، أو ينادونه، بالمرح والفكاهة وما غضب لحظة، إلا في سبيل الجريدة، في سبيل تقدمها، وسمعتها الرائدة..

تضافرت عوامل عدّة لتجعل من هذا الزميل المتقدم في السن، مقداماً، وكأنه في عزّ الشباب، لم يشكُ، لم يمتعض، تحمل الألم، والتعب.. وكاد الإرهاق، الذي كان يسكنه أضعف من أن ينال منه وكأنه أقوى من التعب، ومشقة الانتقال، والظروف الاقتصادية الصعبة..

أخلص الزميل الراحل لعائلته، ومهنته، وأصدقائه، وزملائه، كبيرهم وصغيرهم..

مع غياب عبد الرحمن، تغيب «العجقة».. الفرحة، الابتسامة، النكات المرحة، الحضور الخفيف..

أطمئن، أيها الزميل الكبير، أنك زرعت نبتاً طيباً، من الزميل الشيخ بهاء الدين، إلى الأخ محيي الدين، والسيدة آية الله كريمتك، والسيدة الفاضلة زوجتك وشقيقتك السيدة الفاضلة الحاجة نجاح وسائر أفراد العائلة من الحاج أنور إلى الشقيقة الثانية رباح..

ذكراك باقية، لدى الزملاء في «اللواء» وغيرها ممن عرفك فأحبك..

رحمك الله، يا حاج عبد الرحمن..

وأسكنك فسيح جناته..