بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الأول 2017 12:02ص عن الشعر أيضاً

حجم الخط
تعقيباً على مقالتي الأسبوع الماضي التي نشرت تحت عنوان «للشعر هالته حافظوا عليها».
عقب الصديق د. سرجون كرم في الفايس بوك حول الموضوع فقال: «للشعر هالته... ولا أحد يريد ان يصبح موسيقاراً، ولكنه لم يسمع بموتسارت يمكن اخذه على محمل الجد».
فأجبته: «المشكلة يا د. سرجون ان الكل موتسارت والكل متنبي».
وللحقيقة عندما يحكم شاعر وناقد كسرجون كرم بحكم كهذا فهذا يعني الذهاب إلى صميم مشكلة لا تشكّل فقط مجرّد معوقات امام تطوّر الحالة الإبداعية الشعرية، بل تصل إلى حدّ كونها مكابح تمنع هذا التطور خصوصاً وأن له رأياً كنت قد اطلعت عليه يقول ان الحالة الشعرية في المنطقة حولنا هي أفضل من حالتنا نحن الذين نتباهى بالريادة والقيادة في هذا المجال.
ماذا لو أردنا تحديد المسؤولية؟...
هل هي مسؤولية من يكتب وينشر ما يظنه شعراً؟...
أم انه بريء من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف؟.
برأيي المسؤولية تتوزع على أكثر من جهة.
المنابر الثقافية بما فيها الصفحات والزوايا الثقافية في الصحافة المكتوبة تتحمل جزءاً من هذه المسؤولية.
فلأسباب تتنوع تنشر ما لا يستحق النشر. ولن ندخل هنا في متاهات هذه الأسباب.
عدم وجود حالة نقدية صحية تستطيع الفرز ما بين الغث والسمين وبين ما هو شعر صحيح وما هو شعر ركيك وما هو ليس شعراً...
هذه الحالة مفقودة وتشكل ثغرة أساسية في تردي الحالة ووصولها إلى ما وصلت إليه، وما يمكن ان تصل.
الأمسيات الشعرية التي تنظم بشكل كثيف والتي تقوم بتنظيمها مؤسسات ثقافية واحياناً مجموعات واحياناً أفراد... واحياناً لا نعلم من... وتستحضر أسماء للمشاركة في هذه الأمسيات تحمل مواصفات كثيرة ليس بينها الكفاءة الشعرية.
والانكى هو الحضور الكثيف لهذه الأمسيات أحياناً... والمزعج أكثر هو التصفيق الذي يتعالى وكأن عبقر الشعر هو الذي يمتطي صهوة المنبر.
وهناك مسؤولية على بعض دور النشر التي تطبع كتاباً ما وتضع عليه كلمة شعر...
ولا ننكر هنا على هذه الدور كونها مؤسسات تبتغي الربح ولكن بأمكانها أيضاً ان تراعي مستوى ما تطبع لأنه بالنهاية يحمل اسمها.
هي صفحة قاتمة بالفعل.
لكن ما يبعث بعض الضوء ان هناك من يعمل دون ضجيج في عملة الانتقاء النوعي فسرجون كرم على سبيل المثال وهو الموجود في موقعه الأكاديمي في جامعة بون في المانيا. استطاع القيام بعملية الفرز المنشودة في ما قام به من ترجمات. وما ينوي القيام به... فله تحية صادقة كون عمله بيدو كبقعة ناصعة في لوحة سوداء..