بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 آذار 2024 12:00ص غُمَّة الغمام..

حجم الخط
من ذا يكَفكِفُ هذي السيول
وهي تنهمرُ صاغرةً.. طائعةً..
غيرَ سائلةٍ.. عن كُربةٍ..
عن ضِيقةٍ..
عن غُمُّةِ في الغَمام.
تذرع مآقي الفصول
ذهاباً وإياباً 
من مُقلةٍ الى مُقلةٍ
دونَ فحوى أو رجاء.
تُشعلُ جذوةَ الشغف 
بين رضيعٍ وحضنِ أمٍ
بينَ البحرِ والسماء؟
هذي الدموعُ اللامعةُ 
خلف عينينِ ذاهلتينِ
تروي غُربتَها
من مدمعِ حوتِها الأزرقِ..
ودفءِ القاعِ
إلى صقيعِ الأنواءِ
وهوَجِ الأجواءِ
ثم السقوطُ في عرباتِ السواقي
وقطاراتِ الأنهار
علَّها تعيدها إلى ديارٍ
أيِّ ديار
بعدما أضمرت غزةُ
جفافَ المتوسطِ.. وناسِه.
وأحالت أطلسَهم.. وحاملاتِ طائراتِه،
خردةً لأطفالٍ عُراة..
أطفالٌ.. خرجوا لتوِّهِم
من ربيعِ نخلةٍ.. نَضِرَةٍ..
عريقةٍ.. شاخصةٌ أبدا.
تحرسُ حِرصَ اليباب..
والصحراء..
لعل في الأُفْقِ.. آخِرَ النفَقِ
بصيصُ ضوءٍ.. أو قطرةُ ماء.
يا غزةَ.. يا قطاعاً
وما صِرتَ يوما قطاعاً.
من بينِ أصابعِ أطفالِكَ
تنزلقُ عصارةُ العصرِ
في زبدِ الماضي
ليشمخَ كلُّ ما هو أصيلٌ
ويكبو كلُّ ما هبَّ.. وما دَب.
وتنبتُ في ضراوةِ الصمتِ حروفٌ 
من أعظمَ ما قاله الربُ وما وهب
ليصيرَ شِعرُكَ ألماسٌ
وكلُّ كلامِكَ من ذهب.
إسماعيل الأمين