بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تموز 2020 12:00ص غياب النُخب

حجم الخط
تضجُّ وسائل الإعلام على تنوّعها وكذلك ميدان التواصل بحضور محللين سياسيين واقتصاديين واستراتيجيين..

والكل يحاول إلقاء الأضواء من حيث هو على الوضع الحاصل في البلد ويطرح حلولاً يراها مناسبة من وجهة نظره.

كل هذا قد يبدو جيداً على الرغم من تناقض الآراء وأحياناً تضاربها كون الحوار وإبداء الرأي أفضل من ساحات الوغى التي يجمع الجميع على الابتعاد عنها.

لكن ما هو غير الجيد.. غياب النخب عن كل هذا الضجيج بحيث يتراءى كأن الأمر لا يعنيها.. والوطن على مفترق طرق وبأمسّ الحاجة إلى أفكار الشريحة التي من المفترض أن تكون مستنيرة، بحيث تساهم في إضاءة السُبل أمام الرأي العام أولاً وربما أصحاب القرار إلى حدّ ما.

إذ ان القاعدة تقول ان الفكر هو الحصان الذي يسبق العربة وليس العكس. 

والحقيقة أن غياب شريحة النخب عن ميدان الحوار وإبداء الرأي أمر يصعب تفسيره أو تبريره.

فما الذي يمنع المجالس الثقافية في المناطق والروابط والزوايا من تركيز نشاطها هذه الآونة على ما يجري على أرض الوطن، أم أن الأمر يبقى محصور في مجال حسناوات الشعر الذي من المؤكد ان الواقع يخفف من بريقه إذ أن الحاجة تدعو إلى خطاب على علاقة بالواقع المزري وأخذ إجازة عن السباحة في فضاءات بعيدة ولو مؤقتاً إلى حين تبيان الأبيض من الأسود في أيام مقبلة يغلّفها الضباب واللون الرمادي.

في أزمات الأوطان الكبرى لا يجوز للنخب أن تحتجب مهما كان المبرر خوفاً أم تحسّباً أم حيطة..

وفي استعراض تاريخي كما حدث ويحدث في العالم كان للنخب الدور الأساس في الغوص في أزمات وطنها والبحث عن حلول لمشاكله.

أم ان العالم الثالث المبتلي بألف آفة ونحن منه نقل العدوى إلى النخبة التي انزوت تنظر الى الواقع من ثقب الباب وتمارس الصمت.

غداً ستنتهي كل الأزمات إلى واقع جديد، ولن تنال هذه النخب أي مغفرة أو تسامح.

وما دام الحوار محتدما عليها استلحاق أمرها والقيام بدورها وإلا لن يرحمها التاريخ وإنسان هذا الوطن.