عدت إليها بعد غياب قسري خلته زمناً من الدهر
عدت إليها وفي قلبي حنين لا يوصف مع انشراح الصدر
عدت إليها والعين تواقة لرؤية اخضرار ورق الشجر
عدت إليها وشوق كتوقد النار في فؤادي معتمر
عدت إليها لأسير في شوارعها المكتظة بكل أنواع البشر
من كل بلدان العالم وكل اللغات ومن الاسمر والاشقر
عدت اجلس في مقاهيها أتأمل عراقة مبانيها ونقش الحجر
اتنزه في حدائقها المليئة بشتى أنواع الورد والوان الزهر
احببتها كثيراً منذ أول يوم رأيتها تتلألأ نوراً كالبدر
اقمت فيها سنوات عديدة جميلة واليوم ازورها كل بضعة أشهر
وعندما عدت إلى وطني الغالي على قلبي بكل بقعة وكل شبر
يومها عاهدت نفسي ان ازورها ما استطعت طيلة العمر
وها انا اليوم اتجول في شوارعها أرى جمالها بكل محبة وفخر
باريس دائماً عروساً هيفاء باسمة جميلة القامة نحيلة الخصر
ترى لماذا اليوم اراني مللت أريد العودة إلى وطني دون عذر
انه الحب الأمثل والأفضل حب الوطن اشتقت إليه هل من مبرر
اللهم سوى الحنين يشدني للعودة لأنه وطني ولأنه قدري
ولأن هناك ارزه الخالد يخبر عن جماله وجبروته ضد الغدر
والجداول تتدفق عذوبة رغم ما اصابها من الوسخ والقذر
لبنان يا اجمل الأوطان يطيب العيش فيه مع كل تناقضاته في الخير والشر
لبنان يا أرض الآباء والأجداد حبك راسخ في القلب والصدر
لبنان يا ضحية لا ذنب لها سوى انك محسود لأنك ملء العين والنظر