بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2019 12:05ص في متحف «نابو» - البترون لوحات تركت أثراً في الفكر الإنساني

لوحات... وزوّار لوحات... وزوّار
حجم الخط
يترك معرض «لوحات تركت أثراً» الجاري حاليا في «متحف نابو» البترون بصمته على الانطباع العام عن الفن الخاص بالروّاد والمحدّثين الذين تركوا أثراً في الفكر الإنساني حيث كل شيء في الفن له المعنى الفني القادر على ترك انطباعات في النفس لدى الزائر، فأثار الإنسان البصرية هي محاكاة لمن قبلنا ولمن معنا ولمن آتٍ، لأنها تعبير عن الأسس الحياتية الجمالية والعميقة والبساطة في عصر باتت فيه السرعة تؤثر حتى على الفن التشكيلي وثوراته المعاصرة، فمتحف نابو في هذا المعرض يبدو مهتما في فتح المسافات الفنية التشكيلية بين هؤلاء من خلال اهتمامه بالموضوع والشكل في هذه اللوحات، وبصماتها التي تعتبر من المراجع المهمة للمهتمين بهذا الفن من الدارسين والباحثين، إذ يمكن تطوير نظرياتهم في الفن من خلال التعمّق بفلسفاتهم الفنية، وإثارة صدمة للجمهور عند رؤية لوحاتهم القادرة على التعبير عن أساليبهم المختلفة، والتي تساعد على ترك شهادة حقيقية لهم، وعلامة فارقة في أسلوب كل منهم للأجيال اللاحقة، وكأن هذا المعرض الذي يقام هو الوسيط بين الرائي واللوحة التي تمتد الى أجيال وتحفر مكانها في الأذهان أو الذاكرة الفنية التشكيلية.

لوحات للفنان داوود قرم ولحبيب سرور وخليل صليبي ويوسف الحويك وجبران خليل جبران وماري حداد ونبيل نحاس وغيرهم من الفنانين الذين تنقسم لوحاتهم الى فترات مختلفة من تاريخ الفن في لبنان. وممن تمثل لوحاتهم اختلافات ملحوظة من مدارس مختلفة، وبتعبير بصري أكثر دقة من سواهم، مما يجعل هذا المعرض يُعيد الرؤية الإنسانية لهؤلاء من خلال إعادة عرض أعمالهم في وحدة المكان والزمان في المتحف الذي جمع ظلال ألوانهم ودفء نظرتهم للأشكال والأحجام والمفاهيم الفنية، والمناظر الطبيعية وفق انطباعاتهم، مما يثير إعجاب عشاق الفن حيث يتم تصوير حتى مشاعرهم التي فجّرت رسوماتهم، وأظهرت قوة أسالبيهم التي أبقت أعمالهم تحيا على جدران المعارض وفي الذاكرة الفنية. فهل من مكتسبات فنيه يحصدها الزائر للمعرض من هؤلاء الذين رسموا واجتهدوا وتركوا البصمة الفنية اللبنانية في لوحاتهم؟

من جميل ملاعب وحكايا الناس البصرية في لوحات تنفرج أساريرها أمام لوحات «هوغيت غالاند» المزخرفة بالألوان الزاهية وبخرائط هي نسيج غني يجذب البصر ويثير التأملات والوجدان لطبيعة لوحاتها، فخطوطها الدقيقة تمتزج مع الألوان. لنكمل مع «حسين ماضي» وجمالية الحركة لأشكال يتركها وفق منظوره الممنهج في تشكيل يحاكي لوحات أمين الباشا وروح ألوانه النابضة بالحياة والقادرة على الارتقاء بالأشكال لإدراك قيمة الوجود، فخطوطه تراتيل تفتح الحس على مشاهد بصرية تتنوّع مع أعمال «ميشال بصبوص» والحقيقة المستحدثة من الماضي المبني على الأسس الفنية أو المدرسة البصبوصية في الفن. فهل يمكن رصد هذه اللوحات التي تركت أثراً في الفن والنحت ما لم نتأملها بصريا لنشعر بقيمة محاكاتها لبعضها البعض في معرض واحد؟


فن المعرض... لوحة لـ داوود القرم