بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 كانون الأول 2017 12:07ص في «هيدا حكي».. النكتجي «عادل كرم» والرهان الخاسر

حجم الخط
لم تسعف السخرية والنكتة الضيقة المهرج «عادل كرم» في ما يخص فن الكوميديا كفن هادف وبناء يعتمد على الاسس التي غابت ليحل محلها الايحاءات الجنسية بكل تفاصيلها المقرفة. ان لم نقل البذيئة التي تصل الى حد القرف والتلوث السمعي والحسي الذي يتوجب تطهيره. اذ غرق كرم بسماجة الطرح والقولبة الفاشلة في مسعاها، لرفع نسبة المتابعة لبرنامجه ومحاولات الانقاذ التي زادت من الطين بلة. فلا «عباس شاهين» ولا «اديل» استطاعا الانقاذ لهذا البرنامج المبني على الضحكة الميتة الشبيهة بجلسة في حارة السكارى، الفارغة الا من مختلي العقول. يبدو ان الرهان على الحصان الخاسر لعبة اتقنها النكتجي «عادل كرم» وانما ببث النكتة لسموم تؤدي الى تلوثات نحن بغنى عنها. لماذا تكرير الفشل وتكريس عمليات الانقاذ لهذا البرنامج المضر للحواس؟. هل تعلم ان فن السخرية يعتمد على المباغتة وعلى استدعاء الحواس لاكتشاف قيمة الطرح بعيدا عن الابتذال والتهكم بنكهة انسانية تميل الى معالجة القضايا الانسانية الكبيرة التي غابت عن برنامجك الذي بات كفن دعاية لاسكتشات تقدم لايديل او لعباس شاهين او لك دون حتى تلطيف او الاستئذان من المشاهدين. فهل تعلمت يوما ان الوقار في فن السخرية السوداء هو المطلوب في هكذا برامج؟
مواقف مركبة، تركيبات سطحية فقيرة التوجه، بل ربما اصيبت بقحط فني يبدو كأنه يلفظ أنفاسه الاخيرة. لا يمكن ان ننكر شخصيات التصقت بالذهن مثل ابو رياض ووجدي ومجدي. فمن جاء من عالم التمثيل ليقدم لنا البرنامج الخفيف اصبح اليوم يعاني من لطمات سياسية وتهريج مبهرج مستعيناً بالمسخراتي عباس شاهين، لتمرير اللطشات المثيرة للتقزز والمصطنعة الرؤية تصل الى التجريح وخدش الحياء، وعدم فهم الثقافة الفنية فهما يعيد لنا مجد الضحكة المغزولة بقدرات الفنان على التوجيه البناء، والمسؤول على ايقاظ الوعي ولا شك ان «عادل كرم» اعتاد على الاستخفاف بالعقول وبالاحاسيس الانسانية مستبدلا الوعي الفني بالهوس المزعج تحت مسميات هزلية وسمجة، وبتطفل لا يؤدي حتى الى استراحة مطلوبة في معالجة القضايا الكبرى. عموما زيف الضحكات يشهد على ضحالة برنامج لفظ انفاسه قبل الحلقة الاخيرة.  برنامج رفع حجب الوقار بسخافة وهشاشة، وفتح ابواب السخرية بوجوم وميوعة لا مبرر لها . فإذا كان التهكم مسليا، فالفقر الفني الفاضح يكشف عن ضحالة ما تحاول تجميله لاعادة الحياة لما خلق ميتا، فلا استغرب كل هذا العجز في الاضحاك ليصبح النقد كالهجاء دون التنقيب عن مواضيع اكثر اهمية مما تم طرحه حتى الان ، خاصة في التمريرات الفاشلة بين طاقم البرنامج. 
يا عزيزي، فن الخبر وفن السخرية وفن الاضحاك يحتاج لحدة الذكاء، ولا يحتاج لهيصات موسيقية ولا لبذاءات لفظية ولا لمساعدات الاصدقاء في استكمال ما تعجز عنه، ولا لضحكة كاذبة مسجلة تسجيلا مفبركا، ولا لاستخدام الاصابع التي لم تحسن حتى فهم اشاراتها واستخدامها بما ينفع حبذا لو تعلمت الصمت، وفن الحركة والقدرة على طرح موضوعات مفيدة ومثمرة في مجال الفن. ان ما تقدمه مسيئ جملة وتفصيلا الى الذوق العام.