بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 تموز 2018 12:21ص قراءة في كتاب «الرماد الثقيل» لحسين شاويش.. خريطة الطريق وعثراته

حجم الخط
يؤكد المؤلف «حسين شاويش» في كتابه «الرماد الثقيل» الصادر عن «دار الفارابي» على كشف الغش الفكري، وازالة الحجب عن البضاعة المغشوشة. لانه يعتبرها عملية خداع علني والمثقف يفعل ذلك، لأن جوهر عمله هو البحث عن المعنى او بالاحرى «التابو الذي كان يحيط بتداول المسائل الطائفية» فمجموعات القضايا التي يتناولها بموضوعية دون تطرف في الاراء والافكار الرئيسية التي يحددها باختصار تشريحي يعززه بالمفاهيم البسيطة، ونظراً  لان الفكر الطائفي بضاعة مغشوشة والجميع يعترف بذلك، وكأنها تجارة تقدم الى الزبائن «على انها حرب من أجل العدالة الطائفية» وتشكل العاطفة والمشاعر احد اهم السلوكيات التي تثيرها الانتماءات القائمة على اسس انفعالية ومؤثرات يستجيب اليها مشتري تلك البضاعة التي يضعها  المؤلف «حسين شاويش» تحت خانة التجارة  محاولا تفكيك اسسها الذهنية لكي نفهم معه ما سر نجاحها، وبهذا سندخل بجدلياتها المادية والتاريخية من «خلال سلوك الفرد وتفكيره» فالغوص في الكتلة الاجتماعية التي ينتمي لها الانسان تحتاج بطبيعة الحال الدفاع عنها عند الاحساس بالخطر الذي قد يواجهها  لكنها بذلك تكون هوية النوع وليست الهوية الانسانية التي من شأنها الابقاء  على توازن المنطق الانساني في ظل الاخطار التي تحيط به دون العودة الى تجارة الربح فيها خسارة الانسان والوطن.  فما هي اولويات النضال في كتاب زاد من وزن الرماد؟
تعددت الهويات والتجارة واحدة والمسارات التي تتخذ من التصارع ازمة حقيقية تميل الى استبعاد الهويات، وبالتالي البقاء على حالة الصراع الطائفي الذي يحبط المجتمعات ويبعدها عن الاستقرار والنمو، وانتماءات التصنيف والاهواء الهزيلة في الفهم.  مما يؤدي الى تهميش او قمع او حتى الغاء طرف لطرف اخر، فالدخول الى التاريخ من الباب العثماني في كتب «حسين شاويش» هو اعادة النظر الى الديانة نفسها. مما يزيد من شدة الاحساس بالاضطهاد. لتتميز هويات عن هويات اخرى او حتى التمييز في الهوية نفسها «لعل تاريخ سوريا الحديث خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي يعطينا مفتاحا جيدا لفهم الدور» اذ تتوسع حدقة الرؤيا في الشرح الذي جزأه الى عدة عناوين اكتظت بالطائفة والطائفية،  وكأنها الوباء الذي يغسله بالاقناع من خلال بسط الافكار بسلاسة تاريخية تؤدي دورها الاستطلاعي في سراديب التاريخ الذي تكون منه هذا الحاضر الاليم الذي يعيشه العالم العربي.
ان تعزيز الهوية الوطنية هو اصلاح لجأ اليه الاستعمار الفرنسي، ليصحح الخطأ التاريخي كما يعتبره المؤلف «حسين شاويش»  الا ان «علاقة واحدة  ما بين تجذر الهوية الطائفية والخدمات الفعلية التي تقدمها الطائفة الفرد»  وكان العشائرية ما بعد الحداثة هي دور القبيلة القديم، وهذا يؤدي الى تراجع على كل الاصعدة الاجتماعية والسياسية وغيرها. فالعقدة في كل العوامل التي يضعها بين يدي قارئه هي مجموع الحلول التي وزعها بعد ان دخلنا الى شمال العراق وبخاصة الموصل، ومعضلة البيئات المعززة بالصداقة او تلك التي تميل الى تبني المواقف المشابهة او المواقف التي من شأنها ان تتخذ منحى الدفاع في سبيل بقاء الطائفة. اذا فالعلاقة بين الطائفية والعشائرية قائمة على عمق مشترك و«الاقرب الى الذاتية والعاطفية»  وبتحليل الية التطييف والبنية العشائرية وخريطتها وعمليات الادلجة وتحولات الهوية والحديث عن مكر التاريخ واللحمة الرمزية، وما الى ذلك من مجموع المفردات التي تشبه الخلايا الرمزية المحشوة بمضامين  معرفية. لكل منها شروحاته التي لا تنتهي.  فهل الرماد الثقيل هو احتراق الطوائف في او ابراز العلل لايجاد الدواء الشافي لها؟.