بعدما محت دولة الانتداب كل ما له صلة بالعهد العثماني، أتت على تغيير القوانين والدواوين المعمول بها أيام العثمانيين وإبدالها عام 1928 بمراسيم وقوانين جديدة تشبه إلى حد بعيد القوانين الفرنسية.
كذلك غيّرت لباس المحامين والقضاة، إذ أمرتهم بارتداء «الروب» ووضع القبعة على رؤوسهم، وكانت هذه القبعة تشبه بمظهرها إلى حد كبير شكل «الكلوب» الذي نضعه على رأس الأباجورة في الصالونات اليوم.
انتقد عمر الزعني هذه الخطوة الشكلية معتبراً أن هناك ما هو أهم منها بكثير لتحقيق العدالة وإصلاح المحاكم، وأطلق أغنيته المشهورة (طقطوقة) التي سببت ضجة كبيرة حينه «عالهوب الهوب الهوب»:
عالهوب الهوب الهوب
والقاضي لابس روب
والحق آخد مجراه
ما عاد في ظلم منوب.
من هيك من عشر سنين
نحنا نسِنّ قوانين
والعلة ما هُم فاهمين
تاري ناسيين الروب!
على حقك ما بقا تخاف
الحكام صاروا نضاف
والأبوكاتيّه ظراف
ما فيهم واحد جوب (غشاش).
لابسين رُوبات جداد
ما لِبْستها الأجداد
ولا شافت هالبلاد
نعمة أحسن من الروب.
الحمد للّه صار مفهوم
مين حاكم مين محكوم
والأبوكاتو معلوم
بالشنته (الشنطة) أو بالروب.
الخلط ما عاد ينفع
صار في حكام تسمع
فانوس الحقّ شعشع
حطّوا على راسهم روب.
الحمد للّه صار في أمان
صار في ذمة ووجدان
يا ريتنا من زمان
استهدينا على هالروب.
فليحيا اللي نشلنا (في إشارة
لسلطات الانتداب)
وأحيا لنا أملنا
شو كان صار بحالنا
لو ما لبسنا هالروب!