أطلقت فنانة الرسم زينة الخليل، وبالتعاون مع بياتريس ميرز وجانين معماري معرضها الجديد، الذي اختارت له عنواناً مركّباً ومتمايزاً هو «كارثة مقدّسة: شفاء لبنان»، انطلاقاً من تجربتها ومعايشتها لذكرى الحرب اللبنانية، وفصول العنف التي نزلت بالبشر والحجر، وقد أصابت في اختيارها للمكان «بيت بيروت» في السوديكو، الذي سيبقى شاهداً على هذه الحرب التي شوّهت معالمه رغم أعمال التحديث والتطوير التي حوّلته ليكون ذاكرة لا تنسى.
الافتتاح جاء حاشداً بحضور من أطياف المجتمع اللبناني بكل تلاوينه وشخصيات دبلوماسية ورئيس تحرير «اللواء» الزميل صلاح سلام وباقة من الفنانين والمهتمين، وقد حرصت زينة الخليل ووالدتها مي الخليل رئيسة جمعية بيروت ماراثون على استقبال الزائرين والتجوال معهم في أرجاء المعرض، الذي توزّع على الطبقات الثلاث للمبنى.
وقد عبّرت السيدة الخليل عن فخرها واعتزازها بهذا الحدث الثقافي والفني بامتياز، وأكّدت أنّ بيروت تبقى على الدوام عاصمة ثقافية قادرة على أنْ تستقطب أحداثاً ومناسبات تؤكد مكانتها بين العواصم للدول الراقية والحضارية.
يضم المعرض عشرات اللوحات والصور بينها 20 لوحة ركّزت فيها زينة الخليل على الأماكن التي تضرّرت جرّاء الحرب مثل سجن الخيام وفندق صوفر الكبير وسوق الغرب، وهي رسمت بالحبر الأسود الذي يمثّل غياب الضوء.
كما يضم جناحاً أُقيمت فيه شواهد خشبية بلغ عددها 17 ألف قطعة خشبية ترمز إلى عدد المفقودين جرّاء الحرب اللبنانية، حيث تصدح في الجناح تلاوة لأشعار مترافقة مع الموسيقى كتبتها زينة الخليل باللغة الإنكليزية، وتمّت ترجمتها إلى العربية من قِبل الأديبة نبيلة الفقيه.
وفي موجودات المعرض أيضاً لوحة المانترا بمفرداتها الثلاث: مودّة / رحمة / غفران، وهي نحتت على السيراميك الأبيض، وكأنّنا هنا نكتشف ذاتنا وحاجتنا إلى هذه القيم في زمن الإسقاطات للقيم والمبادىء الإنسانية.
تجدر الإشارة إلى أن المعرض متواصل على مدى 40 يوماً من الساعة 11 صباحاً ولغاية 8 مساءً ويوم الأحد من 12 ظهراً وحتى 6 مساءً.