بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2018 12:18ص كتاب إسباني عن الأندلس يعطي العرب بعضاً من الحقوق الضائعة...

حجم الخط
مؤسسة الفكر العربي (تأسست عام 2000) أنجزت ترجمة كتاب أسباني مهم عنوانه: «الأندلس الدلالة والرمزية» للباحث الأسباني «بيدرو مارتينيز مونتابيث» على يد رانيا هاشم سعد في إطار برنامج: «حضارة واحدة»، حيث تمّ رصد تاريخ الأندلس على مدى سنوات الحضارة والتألق والعطاء بين عامي 711 و1492.
5 أقسام و27 فصلاً، هذا هو الكتاب، في وقت ما زلنا على خلاف مع الغرب الذي يقول إن حضارتنا الإسلامية أمضت 3 قرون في الأندلس، بينما تقول مصادرنا العربية إن حضارتنا هي صنيعة 7 قرون من الحضارة الإسلامية، فمن يقدم الإثبات على هذا، طالما أننا لا نعطي للعالم إثباتاً دامغاً بذلك، ثم ندافع عنه لترسيخ نوع من الحقائق الغائبة عن كتب الموروثات، ومراجع المؤرخين على قلتهم في وطننا العربي، حيث السؤال أين هي منظماتنا، ومؤسساتنا الثقافية والتاريخية العربية سواء كانت في مغربنا العربي ودوله أم في المشرق الذي نعيش فيه، من هم الذين يقاتلون موجة تهميش الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس والتي كانت إحدى ملامحنا المشرقة وعلاماتنا المضيئة تاريخياً.
الكتاب لا يتناول حقبة هزيمة العرب وإنكسار جيوشهم في الأندلس بعد هدم الكثير من معالم حضارتهم، حتى تبقى الصورة أسبانية، والموروث أسبانياً، وكل ما في الأندلس: أسباني وحسب، مع «مونتابيث» يظل لنا متنفس لافت للكلام عن الإسلام والعرب في تلك البلاد، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين كتابنا، بل أين مورخونا الذين يعملون لنصرة حضورنا ودورنا وحضارتنا في الأندلس، أليست مهمة مفيدة، مطلوبة، ضرورية، منعاً لأخذ العالم منا كل ما زرعناه من حضارات على إمتداد تاريخنا، فهل نذكر ابن سينا في الطب، وإبن رشد في الأدب، أم نعود إلى «إبن الهيثم» الذي كرمته الأمم المتحدة قبل سنوات قليلة على خلفية إكتشابه «القمرة» والتي أصبحت فيما بعد «الكاميرا.
كل هذا فقط للتذكير بأن من واجبنا كمثقفين، ومؤرخين، وعاملين في أكثر من كيان فاعل في المجتمع، أن ندفع بإتجاه إثبات أحقيتنا في تاريخ العالم، نعم إن لنا مكاناً ومكانة نرفض التخلي عنهما في غمرة زحف مضاد، معادٍ يريد طمس دورنا، ومعالمه في حقب تاريخية مختلفة، وهي محاولة بائسة وقديمة لاقتلاعنا من جذورنا والقول إننا أمة لا تستطيع أن تفعل شيئاً في حاضرها، لأن ليس لها من عروق ضاربة في التاريخ نسمح لها بالفخر، ورفع رأسها أمام العالم.
في كل وقت... هناك ضرورة للمبادرة... وحتى المزاحمة لإسترجاع الدور الذي لطالما لعبناه وكان سبباً جوهرياً في حضورنا، وفخرنا، وإلا فلماذا القول من وقت لآخر: «أنتم أيها العرب لم تؤرخوا إلا لأدبكم، منذ المعلقات وصولاً إلى عدد من الأسماء التي تتكرر في كتب الطلبة ولا شيء غير ذلك».
مُعيب هذا الاستنتاج.
ونعترف أما رصده مؤرخونا مع تتابع وتتالي الأزمنة لم يكن كافياً.
نعم. لأن علينا البقاء على جهوزية دائمة لمقارعة الحجج التي يطلع بها من سخفوا إنجازاتنا واعتبروها عادية لا ترقى إلى مستوى الإنجازات التي يُعتد بها، أما هم فيتحدثون عن أقل الإنجازات التي حققوها ويسوقون لذلك من دون خجل.
حس المؤامرة ليس جديداً على أمتنا وعالمنا وحضارتنا، دائماً هناك جهات عديدة همها تبخيس ما عندنا، إذا لم تستطيع محو كل ذكر لإنجازاتنا القديمة أو المعاصرة، المهم ألا يُؤتى على ذكر أي إنجازات، أو نجاحات، أو تفوق في أي مجال من مجالات الإبداع، وإذا ما حصل أي إختراق لم يلحظه المنع والحرب فإنه لن يجد سبيله إلى التعميم والترويج.