22 تشرين الثاني 2017 12:10ص
كلنا للوطن .. والوطن لمين؟!
«ما بين الصمت والحقيقة.. وطن»
.. وقفت على باب الدار
حملت باقة زهر
وضعتها في قلبها المحتار
استعار الحب.. المشوار
استعارت الهدوء من بلد هادئ.. هادئ حتى الفوران
رأت العمر يرتجف
انسكب الحنين في عالمها
وقفت تطلب الغربة والغربة تناديها..
وضعت حقيبة السفر
رأت عيون الكثير.. الكثير من المواطنين الصالحين تنادي غربتها..
إنتظر قلبها شلحة حنان
ترميها في حضن الأمان
تمسكت بجواز سفرها..
رأت صور الكثير.. الكثير من أبناء وطنها..
أزاحت بصرها..
والوطن يناديها..
إلى أين..؟!
إهدئي با إمرأة
فأنت تفوحين عطر الدار..
.. نظرت خلسة إلى الوراء..
ماضيها.. ذكرياتها.. أيامها ولياليها
حنينها.. هي .. في حقيبتها تشعُ نظرات.
وهي أين هي؟
لا تسأل يا وطن
فهي ليس رقماً للاختزال.
ومع هذا.. تقف متأرجحة على حبل مسؤول فقدَ القرار
مرهقة هي.. صامتة هي..
حزينة هي حتى الفرار
يناديها الوطن همساً؟..
لا ترحلي..
يطنُ النشيد الوطني في أذنيها
تبحث عن ذاتها ضمن أبناء الوطن
تشتم رائحة التراب..
هواء البحر.. لمْعةْ عينا السمك
تمايل الأشجار.. ضحكة الشمس
وحياءً القمر
والحنين... موجعٌ حتى السكون
والوطن.. قدريٌ بامتياز..
وهي . إمرأة..
لا دخلَ لها بالسياسة واتخاذ القرار..
تفوح عطر الدار.. والدار أصبح الوطن.. والوطن لمين؟!..
تراقصت عواطفها والمطرُ يعاكسها
فتحت عينيها.. بحثت عن ذاتها
داخل الدستور اللبناني..
هي وملايين الشعب اللبناني
ناداها الوطن وهي في قلب الوطن
اهدئي يا امرأة الزمان..
فالأيام ميزان الأنام.
والوطن يسبح عكس التيار.
أرضٌ.. سماءٌ.. حدود..
والشعب أين
أين هو.. في معادلات الساسة الكبار
بحثت عن حقوقها.. للوطن حقٌ عليها..
بحثت عن واجباتها
ضائعة هي..!
بكلمة مع ابتسامة في خطاب ما.. تجد ذاتها داخل حقيبة السفر
والوطن إلى أين؟
ماجت الأرض تحت قدميها
خبطة عسكر تهز المكان
كلنا للوطن والوطن لمين؟!
يناديها عمرها كلّه تخط الأيام
زمان وزمان
والشعب كما هو
وبلدها لم يتغيّر
منذ الأجداد والاستقلال..
انتزعها الاستقلال
ومُنحنا الهدوء.. بقرار
وعدم الاستقرار بقرار..
وما سيكون .. سيكون..
ومع هذا يا وطني..
ستبزغ الشمس
من بين الأمطار..
وقفت يرتجف عمرها كلّه
يبلل المطر دمع العين..
تتأبط قلبها
معلنةٌ حزنها.
حزينة هي..
غريبة هي.. أم الوطن أصبح غريباً..
هبةٌ ساخنة تجعل الأحلام تهرول
هبةٌ باردة تجعل الأحلام تستيقظـ
نظرت إليها حقيبة السفر.
ناداها العمر .. أعبري
حضنت قلبها القلق
نادتها الغربة..
غريبة هي حتى الإستقرار
جيلٌ وراء جيل مكبل الأحلام
بصاروخ عابر للبلاد تتبدل أحواله.
برد قاسٍ مع ابتسامة تتبدل أحواله
أيامه تعد عليه ولا تُعد له
فهو في عين العاصفة.
سنة وراء سنة والعمر يمضي ينادي
والوطن يشيخ..
سنة وراء سنة تسأل ذاتها من أنا..؟
لتجيب أكثرية الشعب اللبناني
من نحن؟!
سنة وراء سنة وهي تنتظر تشرين الثاني
ليفرح قلبها
وتصدق ان الوطن سيّد حرّ.. مستقل.. نهائي
إن الوطن لي خياراً.. ليس قراراً..
إنما انتماء
تتكئ على أحلام أربعة ملايين ناقص
فاسترح يا وطن..
وقفت على عتبة الدار.. فاحت رائحة التراب
ليصبح قلبها حديقة أزهار
تمنت لو أن موج البحر يبللها
يموج العمر كبحر دوار .. أغطس..
يموج البحر كنشيد هدار.. تحرري
كلنا للوطن.. والوطن عزيز وغال..
من قال ان الوطن أرض وسماء وحدود
من نسيَّ الشعب.. من نسيَّ الإنسان..؟؟
تلمست عقلها وما يحتوي
بحثت عمن يشبها
من هي؟.. هي مواطنة صالحة آمنت بالوطن
وذكرى الاستقلال
آمنت بالمؤسسات وأن القانون يعلو ولا يعلى عليه
آمنت بلبنان.
صمتَ الوطن وضجيج التصريحات في عقلها تدور
كأن الوطن لهم.. كأن الوطن ليس لنا.
يمسكها قلبها.. أيامها تطالبها بارحيل
والغربة تناديها كما نادت الكثير..
عمرها يطالبها بالبقاء.. انه وطن الأجداد..
وكان يا ما كان.. قرار .. حرية استقلال..
في لحظة خاطفة أغمضت عينيها تجنّبت النظر
إلى الوراء..
ناداها الوطن كلمة.. تمهلي يا امرأة
فالجميع في الانتظار.. وما أقسى لحظات الانتظار
ما أقسى واقع يبتلعها أحياء..
تبقى أم ترحل؟
ربما في تصريح ما .. تجد القرار
ربما في خطاب ما.. يأتي الحل..
ربما في وقفة ضمير ما.. يرحم الوطن الشعب
فوطنٌ بلا شعب
كعواء ريح بلا أصوات
ترمي الورود.. يفوح عطرها في الدار
ومع هذا لن ترحل..
فالوطن عزيز وغالي
«فادية خالد قباني»