بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آب 2018 12:07ص كلود عبيد لـ «اللــــواء»: جاء عنوان كتابي هذا «سقوط الحجاب بين المرأة والكتاب»

كعودة الى عناوين السجع التي كانت سائدة في ما مضى

حجم الخط
اختارت الفنانة التشكيلية «كلود عبيد» مجموعة من اللوحات تمثل المرأة القارئة في كتابها الصادر عن دار الفا بعنوان «سقوط الحجاب بين المرأة والكتاب» وفيه الكثير من صور للوحات ترجع الى مراحل مختلفة، من عصر الركوكو، الفيكتوري.. وصولا الى القرن العشرين، وبدء الثورات الصناعية في العالم وما تبعها من ثورات وحركات اصلاحية في الفن. هذه المجموعة تؤرخ حقبات تاريخية وموضوعات اجتماعية، وسجلا يوثق مسيرة المرأة ومعاناتها ونضالها الى جانب انوثتها. وللاضطلاع اكثر على تفاصيل كتابها الجديد اجريت معها هذا الحوار: 
{ هل المرأة قارئة تاريخية اوقعت الفنان في غواية رسمها؟
- في القرن الخامس عشر تكررت قيمة المرأة القارئة في الرسم الغربي، كرمز لقدرة المرأة على التفكير وتثقيف الذات، ومنذ اوقعت الفنان في غواية رسمها مع الكتاب، وكأنها على علاقة استثنائية معه. وباعتراف الكثيرين فإن لوحات المرأة القارئة من اجمل اللوحات الفنية. جسّد فيها الفنان عالما مليئاً بالجمال والسحر، وعكس فيها رؤيته الخاصة. رسم الفنان المرأة القارئة بكامل اناقتها مستغرقة في القراءة. مُظهراً لنا الحب الجارف بين المرأة والكتاب والاهمية التي تعطيها للقراءة. لقد اضاف عليها الكمال الى جانب الجمال. 
{ لماذا هذا العنوان، سقوط الحجاب بين المرأة والكتاب؟
- لقد بقيت المرأة ممنوعة من الكتابة والقراءة لزمن طويل، لم تستطع القيام بأعمال تخدم ذاتها ومجتمعها، لانها لم تحصل على الفرص ولا الظروف التي تمكنها من اكتشاف وتوظيف قدراتها الفكرية والمعرفية. جاء عنوان كتابي هذا «سقوط الحجاب بين المرأة والكتاب» كعودة الى عناوين السجع التي كانت سائدة في ما مضى. كما للدلالة على الانطلاقة الاساسية لتحرر المرأة واسقاط الحاجز الذي رسخته السلطة الذكورية منذ الأزل، وبدء ممارستها دورها الريادي، ولعب دورها الأساسي لتكون فاعلة في بناء المجتمع. فجميع النظم التي حكمتها، لم تحل دون وصولها الى ما تصبو اليه. فقد استطاعت ولو بثمن باهظ حصولها على الحرية، فأخذت حقها في التعليم والتعلم، واثبتت وجودها في كافة المجالات الأدبية والعلمية، ورسمت طريقها نحو التطور، وتصالحت مع نفسها، فهي اليوم تربط حقوق النساء بحقوق الانسان. وهي اليوم على الصعيد المحلي والعالمي تجاوزت المناصب الفردية الى رحاب النقابات، والبرلمانات. 
{ نساء شهيرات، ونظرة الى قراءة النساء، هل تؤمنين بالادب والفن النسوي ام تعالجين نظرة التاريخ للمرأة في كل حالاتها؟.
- بالرغم مما اصاب المرأة عبر التاريخ من هيمنة ذكورية وقمع وطمس لمواهبها هناك القليل من النساء الشهيرات اللواتي برزت اسماؤهن، وذلك منذ الاف السنين ق.م. مثال على ذلك مريث بتاح في مجال الطب وفيكتوريس الملكة الفرعونية . لذلك قمت بترجمة العديد من النساء منذ ذلك الحين حتى اوائل القرن العشرين، وبذلك سلطت الضوء على بعضهن ممن كان لهن الاثر الكبير على مجتمعاتهم: اميرات، حاكمات، الى جانب العالمات والشاعرات والاديبات والفنانات. 
اما بالنسبة للادب النسوي، فإن الثقافة الذكورية السائدة شرقا وغربا او حيث تقسيم الادب والفن الى انثوي وذكوري، واخرجت الادب والفن النسوي علة البنى الثقافية الذكورية. وقد اعتمد البعض على ما كتبت بعض الروائيات، امثال كريستيان دي بيزان (مدينة السيدات) وشارلوت برونتي (نساء صغيرات) او غيرهن اللواتي اظهرن الرؤيا الانثوية للعالم، وعبّرن عن العاطفة والحرمان، وعن علاقة الرجل بالمرأة ومشاكل المرأة خاصة. هذا الموروث الذكوري، آن الاوان لتجاوزه، فهو يلغي كل جوانب الابداع النسوي، فالمشاكل الانسانية المتعددة واحدة تخص الانسان، مع العلم ان للرجل طبيعة معينة خاصة، وللمرأة طبيعتها. والانوثة هي جزء اساسي في كينونتها  ولكن ليست كلها. فالمبدع واحد سواء امرأة او رجلا. 
{ ما هي الحجب التي تمنع الفنان اليوم من ممارسة فنه بحرية مطلقة؟ 
- يقول الفيلسوف الالماني فريدريك شيلر: «الفن ابن الحرية. وقد عبر الكثير من الفنانيين عن فكرة الحرية، لان توق الفنان الى الحرية يفوق الانسان العادي، فلا ابداع تحت وصاية او سلطة، فالايمان الدائم بايجاد عالم افضل هو ديدن الفنان،  وهذا ما يحتم ثورة على الواقع المعاش، للوصول الى الكمال، والى ما يؤمن به المبدع من قيم الخير والجمال. في اغلب مدن العالم توجد قوانين تضمن حرية التعبير، ولكن الظلم والحد من الحريات الفردية، والجمع مكبل بالعادات التافهة والمحسوبيات والتقاليد والسياسات التي كان لها على مر الزمن التأثير الكبير على الفنون عامة، الفنون التي لولاها لما تطورت هذه الدول، واصبحت ما هي عليه واليوم نجد حتى في الغرب معارض تمنع لانها تعتبر تحريضية وعنصرية  وتمس المؤسسات والقيم. 


dohamol@hotmail.com



أخبار ذات صلة