سوف أرحل وماذا يدعوني للبقاء هنا سوف أرحل
لم يعد لبنان كما كان لبنان الأخضر لقد يبس وتكهل
كل بقعة من أرضه تصدّعت وعنفوانه قد ترهّل
أشجاره تقطّعت أغصانها وابتعد عنه الطير والبلبل
وأنهاره تقذّرت بكل الأوساخ وكل مسؤول عنه تغفّل
والشعب أفرزته المصالح حتى وصلنا للدرك الأسفل
ما أصعب رؤيته بحالته المزرية وكل مواطن حالته أهمل
صممت الرحيل وأرض الله سبحانه واسعة وهناك أتنقل
من مكان لآخر في بلد يعشق وطنه وعنه لا يبخل
بكل ما عنده من إخلاص ووفاء لوطنه ولا يتنصّل
من إيمانهم بوطنهم له الأفضلية والإخلاص له أشمل
بكل ما يجدّد جماله ليبقى في عيون السيّاح هو الأجمل
نعم سأرحل لم أعد أطيق وطناً ينازع قهراً ويُقتل
حتى لا أرى جنازته وكبار أبنائه من موته يتنصّل
أرحل لا معاذ الله أن أتركه مريضاً عليلاً وأرحل
لا بدّ من معجزة إلهية ونجد الذي يتكفّل
بإعادة جماله ورونقه ويحاول المستحيل ويعمل
يعمل من أجل شفائه من كل ما أصابه وجراحه تدمل
سأبقى مهما قاسيت من آلام وعذاب سوف أتحمّل
لم أتركك يا وطني الغالي فالعيش عندك أسهل
من وطن غريبة أنا فيه أنت الأحب أنت الأفضل
من بلاد الكون كلّه وكنوزه ومن مائه العذب أنهل
سأبقى مهما عانيت من العذاب سأبقى على الله أتوكل
ربما يأتي يوماً أراه كما كان وأرى جماله اكتمل