بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الثاني 2017 12:03ص ما السبب؟...

حجم الخط
سقا الله سبحانه الزمان الغابر ما كان اجمله من زمان
كان زرعه اخلاصاً ومودة وفيحه يعمّ كالمسك والريحان
كان كحديقة عامرة بأشهى الثمار المتعددة الفوائد كالرمان
كانوا يعيشون بالمودة والمحبة والاخلاص وبالأمن والأمان
كل فرد يريد الخير لغيره قبل ذاته لا حقد ولا كراهية ولا هجران
قلوب متآلفة عقول صافية نيرة ما عرف طريقه إليهم الشيطان
يعيشون آمال الحياة وآلامها وفرح الأفراح وحزن الاحزان
تربوا في بيئة نقية تقية وبقلوب صافية جلية كنور الفرقدان(1)
نفوسهم لا تعرف الغيرة ولا الحسد ولا الكراهية ولا البهتان
كانوا كواحة خضراء تسر الناظرين واعمالهم للخير عنوان
اما اليوم للأسف تبدّلت الأحوال والافعال وصارت كسواد الادجان
اليوم وللأسف كلما اكثرت العطاء مدداً من خضل البنان
لا تجد للشاكرين موقعاً ولا حتى كلمة شكر ولا امتنان
بل يزداد الحقد والضغينة والمقت لأنه والحسد بإقتران
كل يوم نسمع جديداً من العقول الملوثة فساداً بالابدان
فساداً من الرأس حتى أخمص القدمين كأنه من فئة الذؤبان(2)
انعدمت القيم الأخلاقية والمعايير الإنسانية من الوجدان
وصار الشر يتغلب على الخير بأعمال دون دين ولا إيمان
يخفون نفوسهم المشوهة وقلوبهم السوداء كالقطران
ما السبب هل لإفتقادهم أدب الدين والدنيا وصاروا كالعميان
لا يفرقون بين الكبائر والصغائر ويتجاهلون الديّان
حتى صار كل من تمد له يد العون والعطاء وتكثر من الإحسان
تلمس حقده عليك متمنياً لك الشر لأنه بميزان رجحان
ترى هل ستصبح الأكثرية الساحقة يوماً ما كفاراً كعباد الاوثان
لكل ذلك اقول سقا الله الزمان الغابر كان روضة كالجنان

1- الفرقدان: نجمان في السماء، 2 - الذؤبان: جمع ذنب