آخر ما حدث في اتحاد الكتّاب اللبنانيين انه بعد استقالة الأمين العام د. محمد توفيق أبو علي وقعت الهيئة الإدارية في الحيص بيص وبعد مداولات ومداخلات صدر بيان مفاده أن الشاعر إلياس زغيب بات الأمين العام للاتحاد.
ولم يذكر ان ذلك قد تمّ بالتكليف وليس انتخاباً، إذ أن النظام الداخلي للاتحاد قد يسمح بالتكليف لكن تسمية الأمين العام لا تتم إلا بواسطة انتخاب الهيئة العامة.
لذلك، كان الحل القانوني أن يستقيل من يلوّح باستقالته منذ فترة وهم أكثر من عضو هيئة إدارية فتعتبر الهيئة مستقيلة وتجري إنتخابات جديدة عن طريق الهيئة العامة.
ولكن كل ما سبق لا يعني شيئاً..
ومن قبيل أن الضرب في الميت حرام، فأن هذا الاتحاد قد فَقدَ أهليته وفعاليته يوم اقتحمت أو تسللت السياسة من خلال الأحزاب والحركات إلى كيانه فأفسدت ما أفسدت وباتت عملية الإصلاحات والانجازات التي يتكلمون عنها من قبيل دق الماء في الجرن.
وإلا كيف نفسر استقالة الأمين العام د. محمد توفيق أبو علي وقبله استقالة الأمين العام د. وجيه فانوس، وقبلها اعتكاف المرحوم سليمان تقي الدين.. إلخ؟
هذا الاتحاد بات شكلاً دون مضمون.
بات كذلك بعد أن فَقدَ عضوية أو ابتعاد القوى الثقافية والابداعية الحقيقية في البلد عنه.
ولذلك ما زالت الذاكرة تحتفظ بتلك الفعالية أيام أمناء عامون سبق وتولّوا مهمة الأمانة العامة وكيف كانت حركة وفعالية الاتحاد تشمل الساحة العربية بأكملها.
ومن هنا يصدق القول بأن السياسة ما دخلت مكاناً إلا وأفسدته.
والسؤال الآن من أتى بالشاعر إلياس زغيب أميناً عاماً بالتكليف؟؟ أليس القوى السياسية بعينها.. والآن مع تحالفاتها؟..
يعدون بإنجازات وإنجازات لن يتحقق منها شيء مع التمنّي الحقيقي بأن تتحقق..
وإن كان من سبق له لم يقصّر في محاولة تحقيق ولو شبه إنجاز ولم يفلح ففضّل أن يترك الساحة لغيره ليحاول... وليصل إلى النتيجة عينها التي وصل إليها غيره.
أيها الأصدقاء في الاتحاد انكم تحاولون إحياء العظام وهي رميم، الاتحاد انتهى يوم حاولتم تجييره سياسياً مع العلم انه لن يفيدكم بشيء بعد أن باتت الساحات العامة على صعيد البلد وفي معظم القطاعات تحت لون سياسي وحزبي معيّن..
في مطلق الأحوال لا نملك إلا أن نتمنى للشاعر زغيب النجاح ومن خلال دعم الحركة الثقافية في انطلياس وغيرها من التجمعات الثقافية الفاعلة قد يتمكن من تحقيق انجاز ما شرط أن لا يكون خلّبياً..
تلك كلمة حق قيلت.. والسلام.