بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الثاني 2018 12:02ص مبدأ تحديث تكويني في فن زخرفي إسلامي التزم به الخطاط «مروان العريضي»

حجم الخط
تثبت الزخارف الاسلامية عبقرية هذا الفن المؤكد اصالته كلما تم تحديثه بشتى الوسائل الزمنية المرتبطة بالمرحلة التكوينية فيه. اذ يكسر هذا الفن الروتين التقليدي والكلاسيكي للزخارف الاسلامية التي احتفظت بجماليتها لقرون عديدة. دون ان تكون معزولة من الاجتهادات في تطويرها بسخاء جمالي .اذ تلعب البيئة الاسلامية دورها التاريخي في العصر الحديث،  الذي جعل من اتساق هذا الفن لغة تستمد وجودها من عمق القران الكريم،  والاحساس باستمرارية هوية هذا الفن بدرجة عالية من الاتقان،  ووفق التغيرات التقنية. لاعادة تطوير اشكاله الابداعية المتناسقة مع الخطوط عبر التحولات التكنيكية المنسوجة مع الكثير من المفاهيم الاسلامية  الهادفة الى خلق اختلافات، وتناقضات تنسجم مع الخطوط واشكالها، وبخفة ابتكارية تحافظ على نوعية الانماط وترتيباتها المنتظمة لميلها الجيومتري نحو التناظر والتماثل، والتنوع الفكري او الهندسي الملتزم بالعقائد التصميمية، كونها تشكل المعنى الروحاني لهندسة ذات تماثلات تثير الشعور بالصفاء اللامتناهي  الذي ينبع من تصورات السور القرانية مع الحفاظ على النقاط المحورية، لهذا الفن الزخرفي الذي سعى الفنان «مروان العريضي» لمنحه هويته التحديثية الخاصة. 
مبدأ تحديث تكويني في فن زخرفي اسلامي التزم به الخطاط والفنان « مروان العريضي «فابتكر فن الاخراج الالكتروني للقران الكريم الذي يجمع من خلاله الزخارف بالخطوط، ليؤرشف بذلك تاريخ الحضارات الزخرفية الاسلامية المستحدثة وفق الحقب المتنوعة والتحسينات البصرية لالوان جمعها مع تصميمات ابتكارية الكترونيا لمنحها الرؤية الدقيقة والاسلوب الحر الملتزم بتطوير هذه التقنية وجمعها بقواعد الخط،   لتكون  الهوية المستحدثة لفن زخرفي خاص بكل سورة قرانية مع اشكال البسملة التي بلغت عدد السور القرانية كاملة وزاد عليها ايضا من بهاء الحرف العربي ما يفيض من جماليته وتكويناته الهندسية، ولكل منها ميزة خط خاص بها  متجنبا تعقيدات هذا العمل بصقل الزخارف مع الخطوط  والاهتمام بمعرفة الحقب الفنية لكل خط  سعى الى جعله في بسملة سورة قرانية او زخرفة تركها كهوية بصرية لهندسة تتشكل من وحي الحرف القراني في كل سورة دخلها عبر رحاب فن الزخرفة الشرقية. 
في هذا الكتاب للفنان والخطاط «مروان العريضي»  مؤثرات بصرية ايجابية  لتطور رقمي بلغ مشارف الخطوط والزخرفات، وهو بمثابة «موسوعة  فنية للفن الاسلامي من الامويين الى يومنا هذا»  لتبهرنا الدقة التقنية العالية في التكوين الفني وحقباته مجتمعة  لجذب البصر نحو المراحل الفنية للحضارة الاسلامية وللقران الكريم. اذ بدأ بتنسيق الخط العربي باستحداث ذي بريق جمالي يدهش البصر،  ويترك الفكر في حالة سابحة من التصوف الشديد او ليدفعه نحو كونية الحرف الخلاق متنقلا من الكوفي الى  الديواني والفارسي وغير ذلك. لتبلغ نشوة المعنى وهج الحرف، وبالعكس مع الشرح الموسع والموثق لكل رحلته الفنية التي قام بها في الاخراج الفني للقران الكريم. 
صف الاحرف او ما يسمى التنسيق لاشكال الحرف الاساسية المتواجد بها في النص مجزءا الصور،  ليفهم القارىء خارطة التصميم القراني بزخارفه من السورة واحد حتى السورة الاخيرة من القران الكريم مع شرح عن تضافر الزخارف ونوعيتها،  وفق تدرجات الالوان بجميع نسبها وبترتيباتها المفصلة.  المساعدة على ابراز النص القراني والاهتمام به.  ليكون ضمن تصميماته لاساليب فنية تشكل تأريخا ممزوجا ومستوحى من فنون قديمة جديدة اضاف لها ابتكاراته الالكترونية المتناغمة مع كيفية البنية التصميمية للسورة بشكلها الكامل من الخط الى الزخارف واساليبها المتنوعة كما في السورة السادسة من القران الكريم  ذات» الاطار الذهبي في وسط التصميم مستعار من اسلوب فن السلتيك من القرن الحادي عشر، الزوايا الاربع داخل الاطار مقتبسة من الفن الصيني، اما الزخرفة التي تحيط بالوسط ويطغو عليها اللون الاحمر فهي اصفهانية، والخلفية المستعملة في الوسط باللون الذهبي التي تحوي النص فهي ارابيسك». فالكتاب في رحاب فن الزخرفة الشرقية يثير شغف كل مهتم بهذا الفن الذي يرصد كل حركة ولون وحرف في تصميمات تعيد مجد الفن الاسلامي ومسيرته على مر العصور  فهل سنشهد عدة ولادات من هذا الفن الاصيل ام ان الفنان والخطاط «مروان العريضي» استطاع  ان يضع اللبنة الاساسية لمدرسته في هذا الفن المرتبط الكترونيا بتحديثات العصر؟

أخبار ذات صلة