بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيلول 2019 12:03ص مسرح المدينة يُحرّك الحياة في شارع الحمراء من المقاهي

«مشكال» في دورته الثامنة يستقطب فنانين وجمهوراً غفيراً

مسرحية «ماماميا» بالافتتاح مسرحية «ماماميا» بالافتتاح
حجم الخط
لا أحد يقدر على هذا التحرّك مثل سيدة المسرح نضال الأشقر. هذا حقها أن يُقال عنها إنها في مقدمة المبادرات دائماً لتحريك الواقع المسرحي، وإفساح المجال أمام جيل الشباب للتعبير عن مكنوناته وإفساح المجال أمام الطاقات والمواهب لكي تجد منبرها المناسب.

عام 2011 أرادت السيدة الكبيرة تقديم مسرحها للطاقات الشابة وقالت لهم: هذا ملعبكم قدّموا ما عندكم أمام جمهور فُتحت أبواب المسرح لهم مجاناً على مدى أيام لكي يشاهدوا ما أعددتم له، أي أنها لم تترك لهم مجالاً للشكوى، بل الكرة في ملعبهم، وهاتوا ما عندكم من خلال تظاهرة أُطلق عليها إسم «مشكال» وها هي في النسخة الثامنة، تحمل شعار «الجامعة اللبنانية.. جامعة الوطن» أي ملتقى الشباب في مسرح المدينة والذي ينتهي ليل الثلاثاء في الثالث من أيلول/ سبتمبرالجاري بعد خمسة أيام من حشد أعمال (15 فيلماً قصيراً و12 عرضاً سينمائياً تفاعلياً)، والعديد من عروض الـ «ستاند أب» كوميدي (إيلي معلوف، كارم منذر، كوكس رضا، وزاهر حمادة) والأمسيات الشعرية (رباب شمس الدين الدين، ثريا زريق، لاريسا قسيس، ومجد خيامي).

السيدة نضال إفتتحت حركة المقاهي من مقهى روشا في الحمراء، إلى خشبة المدينة وعرض بعنوان «كان ياماكان الهورس شو»، ثم إسهامات من منى حلاق التي إنطلقت من مقهى تاستي في شارع جان دارك، وديما متى (أنا مين إذا إنتو شو) من مقهى غوستاف، ودانيا ضيا «أخبار عادية .. رصيف بيروت»، علية الخالدي (كتيبة الكاوتشوك) من مقهى «بي هاف»، ميرا صيداوي (المشمشط بنهزش) من «ذي تويلر بار»، نادرة عساف (خروج شخصية مكشوفة) من أمام «مقهى يونس»، جمانة حداد (عندي حلم) من «مقهى تاء مربوطة»، مازن المعوش وماهر عيتاني (دافنينو سوا) من «مقهى بريكس»، دارين شمس الدين (My weird boy friends ولا عشرة عالشجرة) من «مقهى مزيان».


نضال الأشقر


ومع الدخول إلى صالة المسرح كان المشهد حاشداً ضاجاً بحيث لم تتسع الصالة بكامل مقاعدها ومساحتها للجمهور المشارك بكثافة لم نشهدها من قبل، والكل في جهوزية لمتابعة العروض، خصوصاً «ماماميا» الذي هو مشروع تخرّج الشاب سامر حنا من كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، والمعروف أن العنوان هو لأغنية أطلقتها فرقة أبا السويدية قبل عشرين عاماً عن نص صاغته البريطانية كاترين جونسون وأخذ سريعاً شهرة عالمية سريعة. حنا إستعان بـ 19 ممثلاً وراقصاً في الوقت عينه، لمسرحيته التمثيلية الراقصة على إيقاعات جد جاذبة، وإستطاع هذا الفريق تحقيق المعادلة مع عمل سبق للممثلة العالمية ميريل ستريب أن قامت ببطولته للشاشة الكبيرة وحققت معه نجاحاً كبيراً، وقد حاول حنا الخروج بعمل جيد تلازمت فيه المشاهد التمثيلية مع اللوحات الإستعراضية التي صمّمت من قلب العمل، مما أعطى خصوصية للشباب اللبنانيين على الخشبة كما في الكواليس، إستناداً إلى الحدوتة التي ترتكز على صبية تعيش عند شاطئ البحر في منطقة سياحية مقصودة جداً تسمع كثيراً حكايات مختلفة عن والدتها كم كانت جميلة وجذابة وتحت أنظار الرجال وبالتالي إهتمت الفتاة بأن تعرف من هو والدها حيث إنحصرت المسألة بين ثلاثة رجال حددتهم الأم وتمّت دعوتهم لكي تتعرّف عليهم الفتاة لعلّها تستطيع تحديد الأب الفعلي لها.

وتمضي الأمور جيدة على الخشبة، الممثلون في حالة تعاون وتنسيق، والجمهور أبدى تفاعلاً رائعاً مع الحوارات واللوحات الراقصة.