ترددت الأحد في 20 أيلول في الذهاب الى الجميزة لرؤية المعرض الثوثيقي لانفجار المرفأ والذي حمل عنوان: «بيروت لا تموت» بسبب الألم الذي كنت أشعر به في كل مرة كنت أزورها، ولكن عزيمتي كانت أقوى للاضطلاع على تطور الأعمال في إعادة البناء ورؤية المعرض بعد حوالي الشهر النصف من الكارثة.
وصلت الى البلد وأكملت الى الجميزة وكنت أحبس دموعي، في كل مرة اكتشافات جديدة لدمار هائل لا يوصف، إلا أن صدق إنتماء أهالي المنطقة والشباب أفرح قلبي، فقد تم إفتتاح مطعمين بعد إصلاحهما حيث الصالات مليئة، وبعدها وصلت الى درج مار نقولا – درج الفن، وشعرت بالفخر لتعرفي على المؤرخ الأستاذ وارف قميحة الجنوبي الأصل، والذي يسكن في بيروت التي يحبها والذي يؤكد بانها لن تموت أبدا، ومن هنا أتت فكرة المعرض.
كانت الصور قد وضعت على مغلفات بريدية أرسلها السيد قميحة الى بريده الخاص ليسترجعها بسيناريو ممّيز في العرض مرفق بختم بريدي موثّق عليه التاريخ، فتاريخ لبنان برأيه كان ولا يزال عبارة عن صندوق بريد حيث توجّه الدول رسائلها الى بعضها البعض، ولبنان يدفع ثمنها دم. 188 رسالة تؤرخ دخول الباخرة من 2013 الى الإنفجار المشؤوم والأضرار والضحايا والمساعدات حتى الوصول الى مطلب العدالة.
وقصد المؤرخ قميحة بهذا العرض أهدافا عدة:
- التعبير عن الأصالة الوطنية والإنتماء لبيروت سيدة العواصم العربية وملتقى المبدعين، والتأكيد أن هذا الانفجار لن يغير وجهها، وأنها ستنهض من تحت الركام.
- تحية الى أرواح الضحايا كي يظلوا جميعا في ذاكراتنا، ويكتب الشفاء والحياة مجددا للجرحى.
- الإمتنان لكل من مدّ يد العون حيث وثقت صور للمساعدات من كافة الدول، مؤكدة سموّ معاني الإنسانية والتضامن في المحن.
- خاتما بصورة المطالبة بالعدالة، كي لا تستباح بيروت مجددا، مؤكدا على ضرورة إجراء تحقيق جدي وشفاف يقضي الى محاسبة المتورطين والفاسدين والمهملين مهما علت مراكزهم.
تجدر الإشارة الى ان وزارة الإتصالات ومدير عام ليبان بوست قد وافقا على طلب الباحث قميحة المقدم بتاريخ 9 آب 2020، بإصدار طابع بريدي تخليدا لذكرى أرواح الشهداء .
التقدير الكبير للباحث وارف قميحة ولكل من تعاون لإقامة هذا المعرض الهام من Global والنادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات Cultural services, Global professional services, Beirutopia مؤكدين معنا بأن عاصمتنا سيدة الدنيا بيروت ستنهض مجددا، وأنّ عدالة السماء آتية لا محال.