بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 شباط 2019 12:02ص معرض الفنان «أندرو إياكوبوتشي»: الهيكل المعماري للهندسة البصرية

حجم الخط
يوائم الفنان «أندرو إياكوبوتشي» (Andrew lacobucci) بين التكوين الفني والمبادىء البصرية الموسيقية او النغمية العالية والمنخفضة، والرقيقة والغليظة او المشتدة بصريا في تدرجاتها، والمنسجمة مع الاضداد والانقسامات الهارمونية  ضمن مفاهيم الهيكل المعماري للهندسة الصوتية البصرية، ومعدلاتها الفنية المستحدثة في النسب وابعادها من حيث المبنى والمعنى والاتجاهات المفتوحة على عدة خطوط تمثل كل منها التدرجات الحسية او الحدسية باشكالها القوية والخفيفة، ضمن المتناقضات الي تؤسس الى جمع الأجزاء المحكمة الإيقاع، المبنية على التكرار الذي يعكس قيمة الحركة والشكل المرسوم، وفق عقيدة الفن المعماري والهندسة الايقاعية المتناسقة مع الخطوط وعلاقتها في شد اواصر الهندسة البصرية. وابعادها الصوتية المحتضنة لقواعد الخيال الصوفي المتوافق مع فيزياء النغمة ولعبتها التكوينية. فهل من بلاغة فنية حبكها الفنان «أندرو إياكوبوتشي» من خلال رسم ايقاعي هو فلسفة هندسية مرسومة بمتناقضات انتقالية ذات صيغ تتسق مع الانماط والاشكال الهندسية؟ ام هي خلق وهمي لما هو موجود وغير موجود او لمقومات الفراغ واهميته في الشكل الهندسي؟ 
رسم لانقسامات تتآلف مع بعضها بصريا  تهدف الى تغيير المعنى الموسيقي او الحسي المثير لاسئلة وجودية  هي من الظواهر الهندسية في الكون من الماء الى الهواء، فالمادة الثقيلة والخفيفة المرئية وغير المرئية ذات اشكاليات مركبة تركيبا حيويا، كنوتات هي حزم ضوئية يتلاعب بها قلم إياكوبوتشي بين الابيض والاسود وغيرها، مما يخلق توافقيات تمتد في فضاءات متخيلة تكشف عن تناغم موسيقي لترددات الصوت المرئي وفق تكنيك الاستثناء النسبي بين الزمن والايقاع. اي الفترة الممتدة بين هيكل وهيكل او خط وخط، وبين ابعاد الخط الوهمي وموسيقاه المتخيلة والخط الواقعي وقوة وجوده بمعنى تمثيل القوة الزمنية من خلال ايقاعات الرسم والبعد العامودي المهم في الحدث الصوتي بصريا. فهل يحاول الموازاة بين الصوت والخط والابعاد الضوئية؟ 
من يتأمل لوحاته ربما يشعر بمبالغة في مقالتي هذه. الا ان الغوص في عمق لوحاته كالغوص في متاهات الايقاعات المستحدثة التي رسمها وفق نظرية هندسية، والحان يؤلفها عبر الرسم، كثناء يمجد التكوين او الشكل الصوتي المجهول المؤدي الى خلق المنظور الفني ومستوياته المختلفة، بفضل زخم الخطوط وتعدد اصواتها وفق ترددات تكشف عن قيمة الفراغ في تحديد  الصوت باعتباره ناتج بصري او تكويني صامت الاداء، يترجم  اشكالية التأويل الموسيقي في الرسم الزمني ( تراكيب الأصوات) لخطوط تمنح الرؤية اللانهائية للكون او لانهائية التكوين البصري واختلافاته عبر الزمن وحميمية الحان الطبيعة وتسبيحاتها، وكأنه يبحث عن المتغير والثابت وقانون التطور والتجزؤ الفراغي، وفي الواقع هو يحاول قياس الخطوط صوتيا، ليضعنا امام الشكل اللحني في الهندسة المعمارية وعلاقتها بالموسيقى. الا انها في لوحات «أندرو إياكوبوتشي» هي مؤشر هندسي موسيقي لتأملات بصرية ذات هيكيلية بصرية لا نهائية.  
يستحضر اندرو الهيكل الشكلي للصوت بمستوياته الفنية كافة،  وبتقارب يعطي الشكل والمعنى حيوية،  لطبيعة الوجود المادي والروحاني معا.  لتكوين هو طبيعة الاشياء المجردة من حولنا بمعنى تمثل الخطوط كل الاحياء في الكون،  فيجمعهم بقوة مع الخطوط في لوحة خلاقة  يتجلى فيها الجمال والايماءات الفنية التي توقظ حساسية الصوت الفني في الاشكال كافة من الغابات الى السماء، فالصخور والجبال والمياه بتجرد عبر الرسم بطبيعته الخفية والعميقة وبتناسق مع كافة الأضداد التي تعزز قيمة الوعي الفني وجماليته في توليف العناصر للاشكال البصرية الاكثر غموضا.
معرض الفنان «أندرو إياكوبوتشي» (Andrew lacobucci) في غاليري «شريف تابت» (Cheriff Tabet Gallery) ويستمر حتى 21 آذار 2019.


dohamol@hotmail.com

أخبار ذات صلة