بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تشرين الأول 2018 12:18ص معرض الفنان جُمعة الناشف: جمالية الفن بخربشات بسيطة

حجم الخط
جمع الفنان «الفراتي جمعة الناشف» اعماله في معرض ضم كتابه ايضا تحت عنوان «خربشات خلف القماشة»  بفروقات مختلفة بين الوجوه والالوان،  والاسلوب معتمداً على فوضوبات التعبير في وجوه التقط  قسماتها باسلوب السهل الممتنع عن طريق التفاعل اللوني مع خربشات الخطوط وتمثيلها المرتكز على خلط المفاهيم مع بعضها.  تاركا للمتلقي استكشاف الافكار الثورية والتمرد على الفن بالفن نفسه وخلق رؤية  تنبثق من حركة الالوان والخطوط والفراغات،  وسرعة التشكيل  والحرية في بناء  فروقات كثفها مستوضحا خطوط لا نهائية واخرى محدودة بين الرسم والتلاعب بالافكار.  بحرية فنية تهيمن عليها حتمية الشكل مهما بلغت الخربشات من اختلافات بصرية تثير دهشة المتلقي.
يبحث المتأمل لاعمال الفنان «الفراتي جمعة الناشف» عن وجهه او عن هوية فنية ينتمي اليها. فهو يلجأ الى تقنية الخربشات التي يؤلف منها موضوعه الفني بحيوية غير اعتيادية  وظفها بشكل عشوائي فطري شاكس به دوامات الخطوط بين الوجوه والاقنعة،  دامجا الحقيقة والخيال بين التشابه والاستنساخ والتكرار،  والترادف مستمتعا بلعبة الوجوه والتعبير بلطشات الريشة حينا،  وبخربشات القلم احيانا اخرى.  وببصمة منحها لغته الموحية بالغموض والفرح،  وبشاعرية القلم والريشة على قماش يترك عليه الاثر الفني المغموس بالانسانية وعبثية الوجود والقدرة على صنع المشهد الحياتي المترجم للفرح والحزن والحلم والشاعرية والسريالية، والواقعية ولمفردات وهبها جمالية الفن بخربشات بسيطة تحدى بها تأملاته الوجودية في لوحات تكررت فيها الايقاعات الحركية بانسيابية ومرونة خفبفة المعايير، ومعقدة تقنيا لصعوبة الوجوه المختلفة تعبيريا . فلكل وجه من وجوه لوحاته خربشة خاصة هي هوية تفرد بها «الفراتي جمعة الناشف»  كعازف على الريشة والقلم، وكراقص مع الخطوط على قماشة يضع عليها افكاره المتناقضة بين الوجود وعبثيته. فهل يمكن قراءة لوحاته المتناقضة في معرض اشبه بحديقة انسانية ملأها بمخلوقات احبها،  واخرى تذبذب معها، فاعاد وجودها كما احب من خلال اللون والخط؟ 
لطشات خربشات ايقاعات نغمات ضربات قلم!  كلها تفتح فلسفات لا نهاية لها، وتثير فضول المتلقي لما  تنطوي عليه اللوحات من تحديات ملفتة للنظر.  ان بالشكل او بالالوان او بالتنظيم او حتى بالعشوائية المثيرة للفرح،  والمتناقضة مع  مضمون اللوحات بشكل عام. الا انه يثق بخطوطه، مما يجعلها مغمسة بالبهجة الانسانية،  وكانه اخرجها الى الضوء والفراغات،  ضمن مساحات محددة وان مسحها بلمسة عشوائية.  لكنها توازنت مع الاختلافات التي ضبط معاييرها البصرية في معرض جمع فيه الاضداد من الالوان والخطوط والاشكال كمترنم على انغام قيثارة شاعرية تدفعه نحو الوجود لابراز الحياة من خلال الوجوه التي رسمها بشتى التعبيرات الحركية والنفسية المترجمة لوجود الانسان في كل زمان ومكان مع اهميته وكينونته في الحياة والفن. فهل يبارز « الفراتي جمعة الناشف «القماشة بالقلم والريشة ام يجعل منها ستارة خلفية لهزلية الحياة وسخريتها؟   
غرابة استحوذت على معرضه لتنوعه الفني والقدرة على خلق التخييل العشوائي لطبيعة الوجوه والاشكال التي رسمها مع ايحاءات لمشاعر اطلقها اثناء الرسم او ضمن تكوين الوجه والمواقف التي انبلجت عنه من احاسيس تثير السخرية او الضحكة او البكاء او الحزن او حتى الكآبة والكوميديا والفراغات التي لا نهاية لها  للعودة الى ابراز الخط واهميته في كل اشكاله الرفيع والعريض، القوي والضعيف، المائل والمنحني والافقي، وما الى ذلك من خطوط قادرة على تكوين الشكل الذي تراقص معه وتحداه. فهل خربشات خلف القماشة هي ستارة مسرحية لايماءات الوجوه؟ 
معرض الفراتي جمعة الناشف وتوقيع كتابه خربشات خلف القماشة في دار الندوة الحمرا ويستمر حتى  26 تشرين الاول 2018.