بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2019 12:01ص معرض الفنان جو خوري رؤية فنية لا تخلو من البُعد الضوئي

حجم الخط
يواجه الفنان «جو خوري» (Joe Khoury) الطبيعة البشرية بطبيعة أخرى تشكيلية، لتتولد المفاهيم الإنسانية مع صرخات الألوان الصادرة من ريشة تطرق على القماش بنبض هو رؤية فنية لا تخلو من البعد الضوئي المتشظي بين الفراغات، لتشكيل التفاصيل وفق اسقاطات تنبثق عن انتقال الريشة، كانتقال الضوء على مكونات طبيعة ترتسم بصريا مع مراحل الضوء المختلفة التي يجمعها «جو خوري» مع الأبيض باسلوب اللطشات الموحية بلحظية الضوء أو سرعته البصرية المؤثرة على عناصر الطبيعة وما يحيط بها من جمالية تجعل المتأمل لها يغوص في المكنونات التي تنطوي على رؤية هي نوع من التهويمات البصرية إلا أنها من طبيعة ثنائية احداها مجازية تميل الى تصوير الإنسانية والقيم الممزوجة بافتتان لوني، وتأثير فلسفي يتحسس من خلاله الوجود وفق مخيّلة تتمثل في التدفق والتوهج والهفهفة الضوئية الشديدة الاغراء بصريا، وباسترسال للظلال ومعانيها وفق شاعرية ذات انطباعات فنية عميقة التأثير، وبصفاء جمالي يثير وجدان المتلقي حيث الطبيعة المحاكية للإنسان وحواسه التي تسمو مع المتعة الجمالية التي تتصف بها لوحات الفنان» جو خوري» المتميّزة بمفهوم الطبيعة وبلاغة محاكاتها للانسان. 
يتجاوز الفنان «جو خوري» حدود إدراك اللون وتدرّجاته، ليمنحه توهجات خاصة نابعة من الفترة الزمنية التي يختارها اثناء رسم اللوحة حيث تنسجم ايقاعات اللون بنغمات الضوء. فتكتحل الايحاءات بتصورات تحيط بالرؤيا الجمالية المغزولة بمداد الهدوء الساكن في ريشة تحليلية ايحائية أكثر مما هي تشكيلية، أو بالأحرى ريشة تنحت عناصر اللون قبل الطبيعة بلغة تشكيلية أقرب الى الومضات الصاخبة التي تنطوي على فضاءات مفتوحة هي امتلاء يكتنز من جماليات المعاني نشوات التعبير الفني المواظب عليها في لوحاته ذات الالتفافات المصهورة بحبكة تشكيلية تجتذب البصر، ليرتشف الحس من جمالها ونستشعر بصريا بقيمة الضوء الطاغي على الألوان ومساراتها وتدرّجاتها، وحتى ثنايا العناصر الفنية والتفاصيل المسيطرة على الخطوط والأشكال والتصورات الطبيعية والانسانية وتدفقاتها المشتهاة التي تختزن الايحاءات. أو بالأحرى الأخيلة التي تشكل في جزء انعطافات تتماهى مع كينونة التقاسيم الطبيعية وجمالياتها الخلّاقة، كالأشجار والأوراق واللطشات التي تتراءى في اللوحة كموسيقى لطبيعة بكر خاصة.
يطرح الفنان «جو خوري» في لوحاته وبإيجاز موضوع الإنسان والطبيعة، بموضوعية تشكيلية تضعنا أمام إضاءات ضبابية الألوان الخاصة التي يتفرّد بها، منتزعا من خلاصة اللون وروحيته، ليزرعها ضمن تكتلات لونية نحتية في أبعادها بمعنى منح الشكل المقاييس والمعايير المناسبة ليكون متوازنا مع الكل. إلا انها مرسومة على قماش تم منحه القدرة على الامتصاص، لتتوازن الألوان مع بعضها وتمنح الأشكال كينونة تنبض بالحياة، وبالتصورات التي تشكّل الأسس والارتكازات الموحية بالبقاء الحي للطبيعة البكر التي تفصل ما بين الموت والحياة من خلال ألوانها والضوء المتغلغل فيها. فهل يحاول «جو خوري» اكتشاف أسرار الحياة من خلال ألوان الطبيعة في لوحة تشكيلية هي انكشاف لثنائية يمنحها محاسن الوجود وفتنتة الطبيعة المغتسلة من المساوئ أو مما يتلفها أو يتركها دون مفاتنها التي تطغى بصريا على الحس الفني وصبوات الريشة القوية القادرة على خلق التفاصيل دون تراخ، وإنما بغنائية تتناغم مع الضوء الذي يتراقص مع اللون متعففا من الغوامق بدرجاتها العالية تاركا للفواتح دورها في الدخول الى ملكوت الضوء المتجدد مع الألوان، وبمراحل ترتبط بالعلاقة القوية مع الشكل أو المشهد، لتتكوّن مقامات الجمال في الطبيعة الخلّاقة التي يرسمها «جو خوري» باريحية فنان شاعري أدرك قيمة النحت البصري قبل أن يظلله بالفن التشكيلي المحاكي للطبيعة.
أعمال الفنان «جو خوري» في غاليري اكزود الاشرفية (Equipe Exode) ويستمر حتى 3 نيسان 2019.

dohamol@hotmail.com