بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 شباط 2018 12:04ص معرض الفنان ديدييه لونوريه فن الإبتكار الانضباطي الخلاق

حجم الخط
تعطي لوحات الفنان «ديدييه لونوريه» (Didier L’Honorey) قيمة بصرية تعتمد على فن الأبتكار الانضباطي الخلاق بنهجه التقني والطفولي، لاثراء الذاكرة بجمالية العودة الى الفطرة التخيلية الابداعية القادرة على خلق الاجواء التصميمية  بطبيعتها، وامتدادها من خلال نبتة استمد منها اساليب التحرر. ان ضمن الارتباط الوجودي بجميع الاشكال الحيوية التي لم تفارق قواعد الرسم بالرغم من عبثيتها او عفويتها او حتى مشاغبتها للخطوط والاشكال والفراغات، بتقنيات زخرفية مختلفة، ذات كفاءة فنية لها قواعدها الخاصة، ومعاييرها الجمالية التي تخلق نوعا من حلم اليقظة،   للتحرر البصري من الانضباط، ان تقيد به باللاوعي الفني الملتزم بالنسب،  وبالفضاءات والابعاد ذات الكفاءة الزخرفية والتشكيلية ان صح التعبير. اذ لا توجد قواعد تقنية معينة لمعرفة كيفية بناء لوحاته،  انما هي تمثل التعبير الموضوعي لاساسيات الفن العقلاني المبطن بلغة طفولية ذات نماذج مختلفة من المواد، ان القماش او الالوان او التركيب  المتخذ من الطبيعة المثال الفطري النموذجي لهذا الفن، وقدرة تطويره الغريزي بمشاعر لونية قوية هي الاساس لخلق تصويرات شعورية  متجذرة جماليا في بنية الالوان التي يستخدمها «ديدييه لونورييه» للاتجاه من العفوية الى الواقعية، بانعكاسات موضوعية لها اصولها الفني الخاص بالفنان ديدييه. فهل لمناخات الطبيعة او النبتة التي تجسد الرمز الانساني الفطري في الامتداد والتشكل وفق بيئة معينة في اعمال الفنان ديدييه رؤية تؤدي الى التمثيل الموضوعي للتخطيط الفني المتمرد على الوعي؟. 
كل رسم موضوعي لا يتشكل من الحلم والتخييل ليس بالفن المدهش الذي يثير الحواس كافة ، فيجمع بين الحقيقة والخيال كالاطفال الذين تختلط لديهم الاحلام بالواقع، وبتبطين للوعي بمنطق التخزين البصري الذي يتجمع في الذاكرة. فلا ينضب انما نستخرجه  عندما تستجيب الحواس لفكرة فنية قادرة على اثارة الدهشة في النفس. بتفرد استطاع من خلاله» ديدييه لونورييه» منح لوحاته هوية عفوية خاصة، ونسبية ذهبية هي مجموع النقاط الهندسية التي انطلق منها، لتحقيق جمالية عبثية في ظاهرها وهندسية في بساطتها، وما بين السهل الممتنع والتعقيد الرياضي تكونت الاضداد في لوحاته. اضافة الى وحدانية الالوان في الالوان الزيتية، ان المستخرجة من نبتة الجوز او السوداء الداكنة، بتدرجات اللون نفسه او حتى المزخرفة والملونة تلوينا مدروسا يثير الخيال، ويدفعنا نحو مساحات تشبه الحدائق الممتدة في الخيال او ورقة لطفل مع الوانه المختلفة التي تجعله يرسم ببساطة جديدة حديقته التي يراها في مربعات او مستطيلات او مثلثات او حتى دوائر وخطوط متعرجة ومتشعبة. لكنها لا تترك مكانها الاساسي الذي ولدت منه كحبل سري يتمسك به «ديدييه لونرييه» ويجعل منه انطلاقة تحررية ذات حسابات بيانية خاصة لو تبعها البصر لادركت الحواس قيمة النقطة او الاتصال بين الحلم والواقع والطفولة والنضوج وتأثيرات ذلك على النفحة الجمالية. 
تؤلف النبتة في اعمال الفنان «ديدييه لونورييه» البيئة التي يستحق ان يتكيف معها الانسان. اذ يتم تشكيل مجموعة الزهور والاوراق والجذور وفق اساسيات الرسم ومجموع نقاطه المفتوحة الحواس، لادراك قيمة الاستبصار البيولوجي في الواقع الفني، وتحويله الى تخيلات ذات استثناءات مميزة تستجيب للتعبيرات الوجدانية، وممارسات الحس اللوني على الاشياء بمعاكستها او التمرد عليهالتغيير الفكروالحياة والطبيعة العميقة الاثر  في تكوين رؤية ذاتية نعيش من خلالها كنبتة تتحرر وتلتصق بمنيتها، كالحاجة الى الاوكسجين والاكل والشرب، للحفاظ على البقاء ضمن تأثيرات البيئة الحياتية نفسها، وبفهم غريزي للمشاكل النفسية الداخلية القادرة على ترجمة الجمال بوعي فني زخرفي، وتشكيلي مؤنس للنفس. لتفاصيله التخطيطية التي تجعل من العمل الفني الطفولي بصريا وموضوعا رئيسيا للبيئة التخيلية واهميتها الفنية في الحياة. فهل للوحات «ديدييه لونرييه»  تحديثات بصرية تمثل الخلق والبقاء والحياة التي تستمر؟.
معرض  الفنان «ديدييه لونوريه»  (Didier L’Honorey) في غاليري أليس مغبغب (Galerie Alice Mogabgab) ويستمر حتى 31 اذار 2018.


dohamol@hotmail.com

أخبار ذات صلة