بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 حزيران 2018 12:02ص معرض الفنان زاد ملتقى في متحف سرسق البصري أو المتحرر من اسطورة اله الشمس

حجم الخط
تشرق شمس الحياة المتخيلة في معرض «زاد ملتقى» (Zad moltaka) البصري او المتحرر من اسطورة اله الشمس. ليستعرض الشر والخير والظلم والاحسان، بايحائيات الظل والحركة الحسية لالقاء الضوء على طقوس الفن الجديرة بالاهتمام لما تحمله من رموز تاريخية قديمة يتم دمجها لرفض العنف، وبتعبير حسي تجتمع فيه المفاهيم المرئية واللامرئية، وهي من اجمل القطع البصرية المستوحاة من شماس او اله الشمس في الهة بلاد ما بين النهرين، وتلك القطع الفنية التي يعيدها «زاد ملتقى» بتحديث بصري ذي رؤى فنية مرتبطة الاركان بتركيب ابداعي ذي شفافية تتجذر من تاريخ عريق.  رأي فيه «زاد ملتقى» سحر الوجود، وبمشهد تخيلي ينمو بلحظة زمنية تختصر التاريخ كله بظلامه ونوره وحقيقة الوجود الكوني منذ اساطيره حتى حقيقته المطلقة،  وكأن للغموض عند «زاد ملتقى» نغمة بصرية لها تراتيلها العميقة المدوزنة بالدهشة الحسية التي اعتمد عليها في معرضه هذا الذي يحاكي به كل من يتأمل الجوانب المضيئة او المظلمة فيه او حتى الظل والحركة، وكل ما من شأنه ان يسلط الضوء على المعنى الحسي لتاريخ الانسانية الحافل بالابداع. فهل نحتاج الى مئات السنين ليتم تحديث الشرائع والرسالات واكتشاف جوهرها الوجودي او الفني الذي يجعلنا نكتشف قيمة كل ما من شأنه ان يقودنا الى عمل ابداعي يستفز الخيال ، ويجعلنا نتساءل ما الوجود ومن نحن؟ 
مهد حضارات يستعرضها فنيا «زاد ملتقى» ليمحو الجهل بالمعرفة والشر بالخير والظلمة بالضوء الذي نرى من خلاله مفارقات الفكرة التحديثية القادرة على جمع خيوط التاريخ الخاصة بالعالم عامة ومن ثم الشرق الاوسط خاصة، وان اله الشمس هو فكرة العدالة القائمة على التناقضات المرتبطة بمصير الحياة او مصير الانسانية الراسخة بالمعتقدات بشكل عام. والتي تترجمها الاثار والاعمال الفنية او كل مخطوط او حركة حياتية يقودها مستكشف او مفكر او عالم او فنان او حتى ناسك او كاهن أو متصوف او مستنير او اي كائن حي يشير الى قيمة الوجود الانساني عبر التاريخ كله. لهذا يستجمع «زاد ملتقى» كل ما يضىء فكرته ويجعلها زاخرة بالقضايا الانسانية عبر التاريخ، وبفن يجمع الماضي بالحاضر والموسيقى البصرية بالحركة الحسية للضوء ومعانيه، وماديات الاشياء التي تزول ولا يبقى منها الا ما هو حسي وتائه بين الامكنة والزمن والعنف والسلام، وقيمة المقدسات من كل ما هو ناتج عن عمل الانسان المفعم بحب الخير والفن والجمال. فهل فكرة المعرض هي فكرة السلام بعد الحروب وفكرة النور بعد الظلام وفكرة الرسالات وقيمتها التاريخية ما بين اسطورة وحقيقة ووجود مشحون بقدرة الانسان على متابعة مسيرة الاجد اد؟ او الانتفاضة عليها بالرخاء الفني او مسيرة كتابة الشرائع كشريعة حمورابي والالهة وما الى ذلك من معتقدات قامت من اجلها الحروب وكتبت من اجلها قوانين العدالة واضيئت لها شموع الوجود الحقيقي الذي يترجمه» زاد ملتقى» في هذا المعرض؟ 
تتجاوز الرغبة في السلام ما يواجهه المتلقي في المعرض. ليتحسس قلبه المتآزر مع مفردة «زاد ملتقى» الفنية او الابداعية ذات التركيب الذهني المستخلص من الاحداث التي تجري في منطقة الشرق الاوسط تحديداً، وهي المنطقة ذات الحضارات المليئة بالاساطير والحكايات من اسطورة العجل الذهبي وصولا الى الشرائع او كل ما هو محفور في الذاكرة الانسانية عبر مراحلها المختلفة من القديم الى الحديث او الزمن المعاصر، وكأنه يحاور الازمنة والامكنة بشمسه التي يضيئها في معرضه هذا من خلال التركيب الفني المدعم بالحركة البصرية ذات المستويات المختلفة من الحس الى البصر وبالعكس. ليكون المتلقي بعيداً عن المادة وان عبر فضاءات الخيال الناتجة عن تكوين فني ابداعي قام به ليحاكي به حضارة جديدة هي استكمال لحضارات سابقة وحضارات لاحقة. فهل هذه فلسفة حضارية فنية نشأت من فكرة واحدة ؟ 
معرض شمس للفنان «زاد ملتقى» (Zad moltaka) في متحف سرسق برعاية اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون ويستمر حتى يوم الاثنين 25 حزيران 2018.


dohamol@hotmai.com