بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 شباط 2020 12:00ص معرض الفنان شربل صادر.. إشكالية الإيجاز في الخطوط

من المعرض من المعرض
حجم الخط
يركز الفنان «شربل صادر» (CHARBEL SADER) اهتمامه على إيقاع الألوان وإشكالية الايجاز في الخطوط وتوجسات نظمها التخيّلية المنفذة ضمن القصير والطويل من التموجات اللونية التي يتلاعب بصداها أو تدرّجات طبقاتها، بتناغم نمطي يكثفه، ليخلق تقاطعات ديناميكية تتداخل من خلالها المعاني البصرية المبعثرة تبعثرا منظما من حيث الامتلاء والفراغ أو القطع التي تميل حسيّاً الى التكرار، لفرض تأمّلات ذات طابع مدعوم بالذاكرة والنسيان أو التجدد بين الماضي والحاضر من خلال مجموعة من الأشكال يمكن تحليلها وتحويلها الى أفكار تتناقض مع بعضها البعض من حيث قوة المجتمعات في البقاء والتكامل، والتفرّد وبميزة فلكلورية أيضا، وان بدت رمزيا من خلال ذاتية الريشة التي تفتح مجالات فنية خاصة بها من حيث التشابه في الايقاعات التشكيلية إلا ان الحدود الداخلية للتفاصيل تشترك مع الكثير من المفاهيم المحبوكة بتلاحم مع ما يثير الانتباهات التي تؤدي الى حبكة لونية مشغولة بنظم إيقاعية إيجازية في بعض منها، ومتناقضة في البعض الآخر، مما يجعل من اللوحة مقطوعة موسيقية ذات نغمات طويلة وقصيرة تعتمد على حرارة الألوان وبرودتها التي يمزجها بشاعرية جمالية تنبع من التحديات في خلق تكرارات لقطع مختلفة تؤدّي الى التمييز البصري بين المساحات اللونية التي يفرضها في لوحاته وبما يتناسب مع المفهوم الانساني الذي ينطلق منه. فهل من نظم سردية في الألوان التشكيلية تؤدي الى حبكة فنية متينة بصريا؟

تتغلغل الأشكال الهندسية في رسوماته، مما يسمح لها بخلق إيقاعات تتماهى مع التكثيف وعمق الايحاءات بحيث أن ما يتراءى يوحي بالوعي واللاوعي، والفكرةالمعاصرة في الأسلوب والعوالم المتخيّلة في طقوس ريشة بسيطة في تعبيراتها ومعقدة في رؤيتها للمشهد الملتقط من الواقع  ودلالاته الانفعالية في رمزياته المشحونة بسمات تغلب عليها الشاعرية اللونية، ونغماتها التي تحتمل الكثير من التأويلات النقدية ودرجات الايجاز فيها، إلا ان هذه اللوحة تحديداً كأنها مقطعة تقطيعا موسيقيا وموصولة بتدرجات الألوان ومعانيها وبغموض نوعا ما يلازم بمصطلحاته في التشابه والترادف قصيدة شعر تتمتع بنظمها وتلاحمها النسيج الشاعري في اللوحة وجماليتها، وانزياحاتها وحتى متاهاتها البصرية، لانها ذات ايحاءات تفتح المجال للكثير من الرؤى التخيّلية المرتبطة بالواقع وانعكاساته وآثاره ومحسوساته في التكوينات والتآلف والتناقض الذي يدركه المتلقي حسيا. فهل من خواص تشكيلية لماهيات الألوان والأشكال في أعماله؟ وهل من علاقة بين التقليد والتحديث في أسلوبه والمقامات الموسيقية التي توحي بها اللوحة؟

يسلّط الفنان «شربل صادر» الضوء على اقتباسات بصرية هي ايقاعات داخلية لذاكرة حياتية تميل الى التجدد والتدفق، والتواجد المادي والحسي معا المتعلق بالاستمرارية عبر مفهوم الايقاعات وحركتها، التي تستند على المثلث والمربع والمستطيل وغير ذلك، إضافة الى الألوان وانعكاسات بعضها البعض أي الحار على البارد ومؤثرات ذلك على الايحاءات، ربما اللوحة ظاهريا ليست بهذا العمق الذي جاء به المقال، إلا ان للريشة عمقها الناظم لمفرداتها، وان حاولت التبعثر الا انها انتظمت واستطاعت فرض رؤيتها على المساحة وما تغلغل بها، لكن تبقى الذائقة الفنية التي اختصرت الواقع الى متخيّل بخاصية المكان والعلاقة به، وتعدد القضايا الاجتماعية عبر الفن ومشاهداته بإيجاز وعبر أنماط الفكرة الفنية وتكويناتها. فهل من مقارنات بصرية في لوحات تتشابه في المضمون والأسلوب أم ان لكل ريشة أسلوبها في النظم والتعبير؟

أعمال الفنان «شربل صادر» (CHARBEL SADER) في غاليري زمان الحمرا ويستمر حتى 15 شباط 2020. 

 

dohamol67@gmail.com