بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 نيسان 2018 12:03ص معرض الفنانة السعودية خلود القصيبي: ترتيب الحروف الرمزية المخفية

حجم الخط
تتفوق الاناقة التصميمية في معرض الفنانة «خلود القصيبي» الذي اقيم في «بيت الفن» ميناء طرابلس على جمالية القراءة للحرف المشغول بدقة حرفية، وتقنية ذات اشكال متعددة على مدار كافة الخطوط في اعمالها من الرسالة النبوية بالخط الحجازي السنبلي مع نسخة من الرسالة النبوية الى المقوقس عظيم القبط على ورق البردى، في اطار من الخشب المحفور والصدف وصولا الى البسملة الطولونية  بخط مصري من الفترة الطولونية مع تاجين قديمين من الصدف. لندرك أن هذه الاعمال التي توزعت في معرضها تترافق مع تصميمات تعود بنا الى العصور الاسلامية القديمة، وتراثيات تأثرت بالكثير من مفاهيم الاماكن التي تواجد فيها الاسلام، كالاضافات للوحاتها مثل التيجان من الصدف والخشب وريش الطاووس والهدهد، والات موسيقية قديمة، والبلاط القديم وما الى ذلك. اذ تضيف الى الخط العربي نكهات اندلسية وطولونية واشياء متعددة. ليشعر المتلقي انه في متحف اسلامي قديم يضم لوحات من قصور الاندلس او قرطبة وعبر العديد من انماط الخطوط المتنوعة التي تتخذ عدة اشكال، وفق الدعامات المؤسسة لاستخدام الخط ونوعيته في صقل الاسلوب الفني المنمق والانيق، وترتيب الحروف مع الرمزية المخفية للمعنى وطريقة اخراج اللوحة. 
زخرفات اسلامية تمجد الحرف العربي وتراثياته في دمج الاطر الزخرفية ونوعيتها القديمة،  لاحياء الفنون الاسلامية وتطويرها بصريا بين الشكل والمادة او روحية الحرف والكلمة،  وما يتناسق معها من تراثيات هي مركبات جمالية تضفي روحية الشرق والمعنى القراني المكتمل مع الادوات التي تضفي ذوقا مختلفا. اضافة الى امتداد الايات القرانية بشكل حسي مع المستطيل او المربع او الفراغات المتناسقة مع نوعية الخط ، وحضوره الاسلامي الذي يضفي جمالية عربية اكملتها «خلود القصيبي» بالاندلسيات وايقاعات من  كلمات «رفيق خوري» بالخط الحجازي المزخرف في اطار من الخشب الحديث مع مشربيات ومنمنمات قديمة، وبقياسات كبيرة فرضت الطابع الجمالي الذي اتخذ من الحرف العربي خاصية فنية متزينة بهندسيات تجمع الاساليب مع النفحة الشرقية للحرف العربي، وقدرته على ابتكارات متعددة تنبثق منه وتمنح المتلقي موسيقى بصرية خاصة.   
اعمال اشبه بالمخطوطات والرسائل مضافة اليها الخطوط التي تلتصق بدقة، بما يتم تضمينه في اللوحة كاملة لتسلط الضوء «خلود القصيبي» على التراثيات العربية او بالاحرى الشرقية، واهميتها في ابراز جمالية الفن الاسلامي الذي يجمع بين الخط والتراثيات، وتطورات اللوحة الاسلامية القديمة خلال العصور،  وعلامات التأثيرات التراثية على الزخرفات المستخدمة في لوحاتها المنمقة، والتي تشكل المدخل الفخم للحروف العربية المحصنة بهندسياتها الخاصة، ومسمياتها التي حافظت عليها القصيبي كسلالة خطوط من تربة عربية غنية بالرسومات المتشكلة بأدق المقاييس الفنية. المصممة لتتواءم مع تراثياتها بشكل ذي مقام بصري شرقي مطعم بنفحة البلدان التي بسط الاسلام سلطته عليها،  فتأثرت فنونها بذلك حتى اللوحة المأخوذة عن مزار قديم بالهند، وكأنها اقدم بقايا الحضارة الاسلامية الشاهدة على وصولها الى مناطق كثيرة في العالم او كأن «خلود القصيبي»  تروي حكاية تراثيات الفن العربي بشكل عام وارتباطه بالخط والايات القرانية. 
قدمت الفنانة «خلود القصيبي»  الفن المتجذر بشكل جزئي في التراث الملتزم بفلسفة الفن الاسلامي المشترك فيه عدة خصائص جمالية.  اضافتها القصيبي في كيان كل لوحة مطعمة بالاشكال التي تعكس قيمة هذه التراثيات المرضية للحواس، والتي تجعلنا نستكشف قيمة الخط العربي في نشر ثقافات فنية سادت الكثير من البلدان منذ العصور القديمة وحتى الان. خاصة في جولة شرقية على الفنون الاسلامية وابتكاراتها التراثية العربية في بيت الفن ميناء طرابلس.   
معرض الفنانة السعودية «خلود القصيبي» في «بيت الفن» ميناء طرابلس نيسان 2018.


dohamol@hotmail.com