بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 نيسان 2018 12:02ص معرض الفنانة باسمة بطولي: التقاط المعنى الحسي للألوان

حجم الخط
ترصد الفنانة والشاعرة» باسمة بطولي» (Bassima Batouli) أحاسيس الألوان التي تستعصي على الخطوط من أن تحتويها ضمن قوالبها التشكيلية التي تأبى الا بلورة المعنى في لوحات هي قصائد الضوء واللون. لما تحتويه من نغمات هي نظم حسية تمسكها «باسمة بطولي» كعازفة على وتر اللون الذي ينسجم معها، ويمنح اللوحة شاعرية حسية  تعتمد على جزئيات الالوان في امتزاجها من جوانب متعددة في طبيعتها التعبيرية، كفن لتجريد اللحظة  من خلال التكثيف والشاعرية معا. لتوليد بقعة ضوئية تنطق بدلالات اللون واتجاهاته الذاتية في اللوحة، وكأنها ترسم لحظات من حياتها الداخلية بذاتية ريشة تنطلق بموضوعية نحو الحياة الاخرى التي تعيشها على الارض، كحالمة واقعية تتناقض في التقاط المعنى الحسي لالوان في رؤية انثوية خاصة هي لامرأة تزخرف موسيقى اللون، وتمنحه زوايا معينة من روحية وجودها،  كلحظة وجود تقف فيها بين الضوء واللون. لترسم قصيدة تشكيلية هي لوحة توليفية  تندمج مع الحلم والواقع والحقيقة والخيال ضمن معطيات الذهن الفني المتأمل للحظات الضوء منذ انبلاجه حتى سكونه الاخير في دورة الحياة ضمن لوحات تؤثر على جمالية التأمل دون تشتت لما يحمله اللون من قيم فنية واشارات لشاعرية لا تغيب عنها حبكة الالوان الاخرى. 
تمزج الفنانه «باسمة بطولي» مستويات الالوان لتفسح للضوء اظهار لحظة من شاعرية تمثل الجزء الاهم من المشهد الذي تستخرجه بخصوصية فنية لا يمكن فصلها عن انوثة حاضرة في اللوحة، بشكل قوي كموسيقى الوجود التي تجتزىء منها الالوان النغمية وخصائصها الخاضعة لمزاجيتها النفسية المرتبطة بخلق ماورائيات تترجمها بصريا، كمادة تشكيلية تستنهض بها الحس المتمثل بتدرجات الالوان المتوسطة دون الوصول الى القوية منها. الا ضمن صياغة اللون الواحد الذي يمثل تفاصيل اخرى كعصب حياتي يمثل في ابعاده الاخر المحتفظ بكينونة ضئيلة ذات حركة مشهدية تتسق مع التداخل بين اللون والضوء  والداكن والفاتح والهدوء والسكينة والصخب. اي ما بين انخفاض وعلو في وتيرة الريشة التي تترك لها دورها في ممارسة التعبير، باتساع فضاءات الضوء نحو الاعلى مع فارق بسيط، وهو البقاء على ارض الواقع، وانما ضمن الاجواء الرومانسية الدافئة والموسيقى الخالدة التي تحتفظ بها في  لوحة تحولها الى معنى واحد هو تقنية فنية تشكيلية ذات بصمة حاضرة تبقي على انثوية اللون وتضعه ضمن لوحة تكسر جمود الواقع وتخترق بذاتيتها حدود الحلم. لتجمع بينهما تعبيريا او تجريديا، وتتخطى المواجع بفرح الالوان والتشكيل المبني على اوزان اللون والضوء والجمع بينهما في مساحة هي اجتزاء لمكان غامض وزمان يتراىء مع الضوء بين فجر او غروب لابراز الالهام او لحظة انبلاج اللوحة. 
تعكس الالوان في اعمال الفنانة «باسمة بطولي» عقلانية النظرة وان غلب على لوحاتها الطابع الرومانسي،  فالتكوين اللوني هو ارتباط الرؤية مع الادراك والتأثير على مستويات التناغم ونقاوة اللون، وهويته الباردة او الحارة،  باستحضار رمزي للمعنى الجزئي للون الواحد،  وتفسيراته الضمنية لديها. لتمنحه للوحة تشهد على مقدرتها الانثوية في تجسيد الجمال، والسيطرة على الاخر من خلال موسيقى الضوء الخاصة بها او التصورات الناتجة عن دفء بعض الالوان في لوحاتها الحسية حركيا ضمن الزمن وتنوعاته والوظائف المختلفة. لتنبيهات اللون الواحد لايقاظ متعة البصر بايجابية قوية تتسق مع الاحاسيس المحفزة لقوة الخلق البصري غير اللفظي، وخصوصية الصمت التشكيلي المعزز. لتمايز رومانسي تضعه كتنبيه لوجود المرأة وقوتها في تشكيل اللحظة الجمالية والوجودية في حياة تعيش فيها، وربما! في هذا نوع من التشكيل المرتبط بحبكة فنية تجمع بين قصيدة ولوحة، كازدواجية تشدد على وجود المرأة في الحياة. 
قدرة على التميز من خلال رومانسية اللوحة، وما تفرضه الالوان من اجتذاب بصري هو بعد عاطفي لخصائص شخصية تضعها ضمن مؤثرات، كابتسامات الطبيعة التي تركن اليها، وتترجمها في لوحاتها بفرح الالوان كاملة او  بسكونها. لتعميق الحس والتفاعل معه مزاجيا، للشعور بمادية الاشياء من خلال رهافة الاحساس المدرك جوهر المادة، وما ورائياتها ضمن ملامح الالوان ومعانيها لخلق الاثارة البصرية بتنوع المعاني فيها لاستكشاف لانهائي لذاتية الانثى وارتباطها بالالوان الاخرى، كاستجابة ضرورية في الحياة او خلق الهوية الانثوية والذكورية في معنى واحد الرجل والمرأة بين اللون والضوء، وما تترجمه لحظة الجمع بينهما من انصهار لوني هو في لوحة «باسمة» بطولي قصيدة بين الارض والسماء. 
اعمال الفنانة  «باسمة بطولي» (Bassima Batouli)  في «غاليري اكزود اشرفية» (Equipe Exode) ويستمر حتى 22 نيسان 2018.