بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 تشرين الأول 2018 12:02ص معرض الفنانة «بولاند نوفل» الفن الانساني المترجم للاحاسيس

حجم الخط
تحافظ الفنانة «يولاند نوفل» (Yolande Naufal) على سحر الالوان واشراقتها التي تندمج مع سذاجة الفن الانساني المترجم للاحاسيس بفطرة، وعفوية بصرية مكللة بمفردة وصفية.  لاشكال طفولية بسيطة لا تتوافق والنظرية الفنية. اذ تغمر اللوحة الرؤية الصافية من الشوائب وبعوالم حكائية ذات مرح وبهجة، وبتنميق يثير رغية المتلقي لسبر اغوار اللوحة،  واكتشاف عمقها من منظور مسطح، لتستحضر الفن الطفولي الساذج بتفصيل يضفي الطابع الجمالي المغري بتجاوزاته المعايير والمقاييس، ولكن بتوازن ذي ايقاع نغمي متمثل باللون وقوته وسطوعه، وانسجامه او تناقضه مع الالوان الاخرى. مما يمنح اللوحة قوة بصرية ايجابية منظمة. وان بدت عشوائية في مشاكساتها للضوء والظل والخط. الا انها الاشد تأثيراً على النفس. اذ تدفع المتأمل لها للتعبير عن الحياة التي تصورها «يولاند نوفل» مظهرة ارضية الحياة الخصبة، وبتعاطف مع الاشكال والالوان،  وبمهارة تمنحنا جوهر الاشياء وتقاربها مع الواقع ملتزمة بالاحاسيس اللطيفة، وبعبقرية هذا الفن والمنظور الداخلي فيه، وبوهمية الواقع للبحث عن النفس باشكالها من خلال الالوان،  وبشكل غريزي يهدف الى خلق سذاجة لمسارات نتبعها بصريا،  وان رسمت الطبيعة بشكل عشوائي او العكس بشكل منتظم. الا ان التفاصيل الغزيرة هي الزخم النفسي الذي يتم التركيز عليه في الفن الساذج او الفن المبني على الفطرة الانسانية. 
تتكاتف الالوان لتشكل نوعا من الجسور البصرية في اعمال الفنانة «يولاند نوفل» مما يجعل العودة الى الطفولة المتخيلة نوعا من الراحة النفسية من خلال العشوائية احيانا، ومن خلال التنظيم الشكلي مرة اخرى، والتذبذب بين الوهم الواقعي وما يتراءى في الحياة نفسها . فالعقل لا يتساوى ابداً امام تداعيات الخيال. الا انه يعيد تصحيح مساراته محتفظا بجمال نسبي متأثراً بالطفولة بغض النظر عن العناصر اللونية القوية التي تمحو بها احزان النفس او الكآبة. لتؤكد على اهمية الفن الساذج في خلق مساحات بصرية تعيد للنقس توازنها وتجعلها في شوق للوعي الناتج عن تصحيح المسارات او الربط الرياضي بين الاشكال ببعضها البعض، وبين الألوان ودلالاتها وعمقها والاتساق الناتج عن خلق الحكايا الايحائية بأسلوب فني بصري متنوع في تصوراته الفنية. فهل تحاول يولاند خلق الاشكال الحياتية المتشابهة مع الحياة مثل اليس في بلاد العجائب؟ 
ما هو جمال الفن الساذج ؟ وكيف يمكن مقارنته بين ما هو واقعي او وهمي او متخيل؟ وهل ينفصل تشكيليا عن النفس التي تستجوبها الالوان،  وتتركها في حالة من بهجة وتأملات جمالية لا تنضب!  متحررة من التقاليد الفنية.  لتكشف ما يكمن وراء النفس وهي مستسلمة للرسم الساذج وتراكماته  كمقاطع شعرية او لوحات قصصية او مسرحيات ساحرة  مرتبطة بفنتازيا الالوان وصراعاتها النفسية بين القوة والضعف والسطوع والخفوت، والتدرجات الحساسة النابعة من تاثيرات نفسية توجتها يولاند،  بما يجذب البصر ويلتقطه المتلقي،  كأنها تفتح المناطق الغامضة في الذاكرة، وباللاوعي دون كلاسيكيات في تمثيل الشكل، بل يديناميكية تعتمد على المتناقضات كبير صغير مرتفع منخفض، وعلى التقارب والتباعد والامكنة المرتبطة بالالوان والطبيعة القوية او الصارخة بصريا  دون قلق، وانما بنشوة ضوئية تبث السعادة في النفس بعيدا عن المأساويات والصراعات، وانما برصد الحركة اللاشعورية في اللون بمفرده وتفاعله مع الالوان الاخرى، كأن الوانها هي التمثيل الانساني للحياة وموجوداتها من حيث الدمج والانفصال  وهيمنة الالوان الحارة وبلغتها الفنية الخاصة .  
معرض الفنانة «يولاند نوفل» (Yolande Naufal) في «غاليري اكزود» Equipe Exode الاشرفية.

dohamol@hotmail.com