بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2019 12:01ص معرض الفنانة رندا دو شادارفيان شاعرية الألوان وَسِمَاتها الحبرية

من المعرض من المعرض
حجم الخط
تزخر لوحات الفنانة «رندا رحييل دو شادارفيان» (Randa Rahayel de Chadarevian) بالتعبيرات المختزنة للكثير من الدقة في الخطوط التي تنساب مع شاعرية الألوان وسماتها الحبرية من خلال تجانسها الخاص مع الرؤية، وارتباطها بالفكرة التي تنطلق منها دو شادارفيان نحو الحكايا الشرقية بتماسك المسارات وتراكمها التعبيري، المؤكد على الإيقاعات البصرية المنتظمة في طبيعتها، ان من حيث الخط أو من حيث اللون، وبالآليات التشكيلية المرتبط بالمادة الحبرية ودقّتها في خلق الزركشات المكثّفة، المؤدّية الى المعنى المباشر في الرسم الذي تنتهجه دو شادارفيان في رسوماتها الميّالة الى الألوان الزاهية المحاكية للشرق دون فوضى في التعبير الخلّاق، ممسكة بخطوطها بديناميكية فنية هي زخرفة حبرية في لوحات ذات أبعاد أسطورية توحي بالحكايا المشرقية، وسحرها الفني الجامع للكثير من العناصر الفنية التي تظهرها دو شادارفيان في رسوماتها الخلّاقة والغنية بالألوان والخطوط، وبتفاصيل ذي مضمون جاذب للتأمّلات، وبنشوة الاحبار المختلطة بالداكن والفاتح، وبالأسس التعبيرية الخاصة بهذا الفن الدقيق من حيث الخطوط والفراغات، والإنسياب الضوئي كالشعيرات الضوئية التي تنساب بين التكثيف الحبري الشديد الاتجاهات وبين الظلال، وان بتضاد ذي تماسك بحت في  الأطوال الموحية للألوان الشديدة السطوع، والألوان الخاصة بالنغمة المنخفضة، لنشعر ان اللوحة هي الدرج الموسيقي لسيمفونية بصرية شرقية تنبثق من حكايا ألف ليلة وليلة. فهل من تعابير شرقية في اللباس والألوان، وحتى الخطوط الشبيهة بالأوتار الموسيقية لدقّتها في تحديد الأشكال المتناغمة والمتضادة في آن؟

يشارك التكوين الفني في لوحات دو شادارفيان بتكوين تزدهر فيه الزركشات، بتنافس بين الخطوط والألوان الزاهية، وباتقان معرفي بالمادة اللونية المستخدمة واتجاهاتها ضمن سماكتها ورقتها، وبالتالي للتكثيف أو الشفافية، وبأضداد ذي عوالم خفية تحتاج لدقة ملاحظة من الرائي، لفهم المعنى الذي تستبطنه، لتوليد عدّة معانٍ في اللوحة الواحدة خاصة عند استخدامها الأبيض الذي ينفرد أحيانا بمساحة مستقلة رغم كثافة الألوان من حوله، وبهذا هي تخلق مساحات للتأمّلات التي تؤدّي الى البحث عن المعنى لزركشاتها المستوحاة من المشرق حيث تعجّ لوحاتها بالرؤى والحكايا المختلفة التي تنتج عن الخطوط وتكويناتها، ومعانيها المشبّعة بالمعرفة الفنية القادرة على ترجمة هذه المشاعر وهذه الحكايا بالأسلوب التعبيري الزاخر بالاحبار الصينية.

يخيّم التوق الى سحر الشرق وألوانه على لوحات دو شادارفيان، وبخطوط مؤاتية لنبضات الألوان التي اختارتها، لترصد الحركة البصرية الناتجة عن نغمات الخطوط والألوان معا وبتجاوزات بين السميك والرقيق والعريض والرفيع، وبمتناقضات حسّية غير مرئية لخلق تأويلات هي ترجمة فعلية لرؤاها الفنية في هذه اللوحات ذات الأبعاد التعبيرية القادرة على التمازج الحسي بين اللبنات اللونية أو الزركشة التي تتماهى مع الفكرة المنبثقة عن شاعرية الأجواء وسحرها عن طريق الفن التشكيلي، وأهمية الخطوط الدقيقة فيه التي تترجمها المادة الحبرية بسماكتها وشفافيتها، لتحقيق هذا الأسلوب المشبّع بالتقاليد الشرقية القديمة للرقص والعزف والجلوس والأزياء، وما الى ذلك من تفاصيل هي رمزيات للتشديد على التعبير ومجالات ترجماته في هذا الفن للاتصال بالزمن من خلال الوسائط التعبيرية المحشوة بالرمزيات الزمنية، وقوة صفاتها الجمالية التي تؤدّي الى مشاهدة الكثير من التفاصيل التي يختزنها الوجدان، وبدرجات كبيرة من التصوير الإيحائي الناتج عن شدّة المحسوسات بالتراثيات العربية القديمة أو تلك التي تؤدّي الى السرور النفسي والحبور الفني. فهل من مقامات في الخطوط الحبرية لهذا الفن بالذات؟

أعمال الفنانة «رندا رحييل دو شادارفيان» (Randa Rahayel de Chadarevian) في «غاليري اكزود» (Equipe Exode)الأشرفية.

  
dohamol@hotmail.com