بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2018 12:10ص معرض الفنانة عفاف صادر جمالية التكوين في التعبير اللوني

حجم الخط
تصبو الألوان في لوحات الفنانة «عفاف صادر» (Afaf Sader) الى جمالية التكوين والشفافية في التعبير اللوني الذي يضفي على اللوحة انسيابا ضوئيا تغمره شعوريا بخطوطها المتآلفة  مع عاطفة اللون المترجمة لشعور يتخطى الواقع من خلال طاقة اللون وتدرجاته الغنية بالمعنى الفني، وبجوهر الاحساس بالصمت ضمن الاختلافات التي تبرزها في اللوحة حيث الأشكال المبعثرة في جغرافيا تضيق وتتسع، وفق ايقاعات تتجاور وتتجاوز النوتات البصرية  فيها او مؤلفاتها التشكيلية مواجهة اليأس بالتتفاؤل من خلال حركة الالوان وانتقالها من منخفض الى علو وبالعكس، برشاقة ريشة منغمسة بسحر التنقل من الواقع للمتخيل او من الايقاع الى الصمت، وبتضاد يجعلها غير قادرة على الكلام. الا من خلال لوحاتها وما تبرزه فيها من هروب من واقع الى متخيل كي ترى حقيقة الأشكال من حولها، والتي تحولها الى مساحات مختلفة تتلاعب فيها رياضيا، وبديناميكية وحيوية متعلقة بالاحساس الإنساني، والعلاقة مع  الاخر او الكينونة المكانية والزمن وتغيراته، والتبعثر الانساني وفق لغة تشكيلية تظهر جمالية الرؤية ومقوماتها من اسس اللون والخط والشكل والفراغات،  والضوء معتمدة الليونة والتوحد بين العناصر كافة او بالاحرى الدمج الحسي والمادي والحزن والفرح والداكن والفاتح. وكأنها تدور في افلاك الحياة تفتش عن التناسق في الاحاسيس والعواطف بين الألوان او بين شخوص في محيط نحن منه. فهل تطلق «عفاف صادر»  في معرضها نغمة انسانية هي امكنة تم تقسيمها وفق الامل واليأس او الحياة والرضى بها كما هي، بشجو لوني ذي تأثير بصري يمتزج مع العقلي والتحليل النفسي ، والريشة وتقاسيمها ومدى تأثير ذلك على المتلقي؟ 
تخطو ريشة «عفاف صادر» نحو الذكريات لتستخرج القديم والحديث وتقارن الماضي واليوم  بخطوط فائقة الإنسجام تجمع فيما بينها عبر فواصل متجانسة، وان تناقضت مع الاحجام والاشكال، ولكن تبقى وفق حركات  منصهرة مع بعضها البعض،  بصخب وهدوء وكأنها تجمع ولا تفرق. او بارتواء فني ذي صيغ تتجاوز الأبعاد الزمنية لتوحي بالتقارب بينها وبين ما توحي له من تبعثر وجداني انساني حاصل وفق امكنة تبتعد عنها وتقترب منها بتذبذب كالذي لا يفارق الماضي ولا ينزوي عن حاضره. مما يجعل ريشتها تميل الى اللألوان الدافئة اكثر من الباردة ، وبعمق فني تستدرج البصر من خلاله ، لتشعره وجدانيا  بقيمة المكان والاحتفاظ فيه بذاكرة لوحاتها ايحائيا وفق نسيج تشكيلي تخوض غماره ريشة قادرة على ترجمة المشاعر والسمو اللوني. لتعابير داكنة تحصرها بين ضوء وفواصل او بين فراغات وفواتح، وبتلاعب نفسي متأثرة بذاكرة المكان، وبالبعد عن الكثافة والتغيرات الزمنية  والملامح والتضاريس التكوينية ضمن لجج الشفافية والضبابية مستخدمة الأضداد بين مساحة ومساحة ضمن اللوحة الواحدة،   لتملأ ذاكرة اللوحة بوجدانيات هي من تجاويف الماضي وقوة الحاضر، وبتناسل تتجدد اللوحه من خلاله بصريا بديناميكة واستبطان ، وبالمعنى التجريدي التعبيري عن ادق تفاصيل الامكنة،ان ضمن اشكال غمرتها بأطر جمالية هي صياغة تشكيلية موشاة بمربعات ومستطيلات ومثلثات وما الى ذلك من معاني الأشكال الممزوجة بالروح الإنسانية . 
تسرح المخيلة عبر مساحات لوحات الفنانة «عفاف صادر»   وتقاسيمها الممتدة كموسيقى اجتمعت فيها الاحاسيس بالحياة والوجود، وبتماسك مشدود مع الالوان وقدرتها على ترجمة حركة الزمن المسترسل بين شكل وشكل والفراغ والتلاشي وصعوباته. لهذا نجد في لوحاتها الكثير من الحنين وبشاعرية تنتفض منها لتشارك المكان قوة زواياه واعادة البحث عنه من خلال لوحة هي الماضي والحاضر والمكان الذي خرجت منه، ولا تستطيع العودة اليه الا من خلال ريشتها وجمالية بحثها عن الذات بموضوعية بصرية هي لوحة تمثل ما حيك في الماضي وما تشكل في الحاضر. 
معرض الفنانة «عفاف صادر» (Afaf Sader) في غاليري اكزود الأشرفية (Equipe Exode) ويستمر حتى 26 تشرين الثاني 2018.