بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 آذار 2020 12:00ص معرض الفنانة ماري طرابلسي مارينييه الأنماط اللونية والفضاءات المفتوحة

من المعرض من المعرض
حجم الخط
تدمج الفنانة اللبنانية الفرنسية «ماري طرابلسي مارينييه» (Marie Traboulssi Mrinier) الأنماط اللونية المتنوّعة وفق أصول الفضاءات المفتوحة على التعبيرات الطبيعية القائمة على التجاوزات في الأشكال لصالح المساحة البصرية، المفتوحة على عدة تأويلات انتقائية، وبتحدّيات تتناغم تفاصيلها مع الاتساق التشكيلي الأكثر تشويقا عبر الألوان الزاهية. لتجعل من الفكرة نقطة محورية مبنية على العناصر الأساسية في التكوين المنظم داخلياً، وبتقارب مع الفضاءات والتباينات من خلال المزج الابتكاري بين التفاصيل المكملة للموضوع الذي تختاره والجمع بين الفواتح والغوامق، بتقنية التكامل الشكلي واللوني وان عبر الأضداد التي تستمدّ منها فتح الحدود البصرية على بعضها البعض، لخلق التشابك والترابط وحتى التباعد بين الخطوط والبنية الفنية التأسيسية لرؤيتها الخاصة من خلال ذلك. فهل من اختزال في المكوّنات الأساسية للوحة؟ أم أنها تُغني اللوحة بالألوان لبث المزيد من المؤثرات البصرية؟

يلعب اللون في أعمالها سمة الانتقائية التي تترصدّها لفتح الفضاءات، وبتقارب بين ما هو طبيعي بصريا وفق القاعدة التي تلتزم بها في الرسم، وبجغرافية تتمايز من خلالها النقاط الأساسية في اللوحة، وان بشكل مبطن خاصة، مما يملك نفس الأنماط المختلفة لونيا، وما يملك عدة وجوه مختلفة تخيلياً، وهو في الواقع ثابت وغير متحرك، كأنها تحقق بذلك رؤية تنظيمية للأشياء من حولها من خلال الفن والتطابق والتقارب، وبمحاكاة بين الألوان الباردة والحارة، والخطوط دون تعقيد في فتح الفضاءات البصرية على بعضها البعض، بمرونة في استخدام التضاد بين المساحات المختلفة، وما تخفيه الألوان من معاني طبيعية دفينة خاصة ما بين الأحمر والأسود والأبيض والألوان المركبة الأخرى. فهل من طمس في التعبير الطبيعي لرؤية تجرّدها من الحقائق بالرموز الفنية القادرة على خلق قاعدة من التناقضات ما بين فوق وتحت وعريض ورفيع وغير ذلك؟

لا تقتصر الألوان في لوحات الفنانة «ماري طرابلسي مارينييه» على طبقات لونية محددة في التدرجات والسماكة والشفافية. بل تتلاعب بالأحجام بين الأشكال لإظهار الفروقات في الطبيعة التي تختارها، لخلق تناقضات تتناسب مع رؤيتها، وتندمج مع الانتقائية التي تنتهجها في لوحات تمثل المنشأ الأساسي لتقاطعاتها الفنية بين الاختزال في الخصائص الفنية، وبين الحركة الداخلية للرؤية نفسها، وكأنها تضع مخططات لامكنة تغلفها برؤية تزينية قابلة للتأثّر بالعوامل اللونية الموزعة بين ما هو أساسي حار، وبين ما هو تركيبي بارد، مما يعكس حالة من الاختلافات في المعطيات اللونية التي ترتكز عليها، لتتوافق مع الطبيعة من حيث التقسيمات بين الأجزاء، وتتعارض معها بين ما هو كلي وضمن المحاور الفنية الملتزمة في كل صيغة تعزز من خلالها قدرتها على صقل الرؤية التشكيلية دون الإطاحة بانتقائيتها المجرّدة من الزخرفات أو من الفضفضة، بمعنى دون منح اللوحة زوايد لا حاجة لها بصريا. فهل يمكن الخروج بمعادلة من لوحاتها وهي معادلة الفضاءات البصرية المفتوحة انتقائيا على تحقيق الفكرة باختصارات تعزز من خلالها غنى اللوحة ومرونتها وحتى الصياغة الفنية.

لعبت التناقضات الرياضية دوراً مهما في لوحاتها، خاصة فيما يتعلق بالألوان والأحجام المختلفة في تشكلاتها وأدوارها البصرية، بل وأطوارها الضوئية بين الفراغات، وكأنها تبحث عن ما هو طبيعي في الفن، وبين طبيعية الألوان التي تتساوى في علاقاتها مع الضوء ضمن النسب الضوئية المؤثرة أو المتأثرة مع الأسود، وبتطوير بصري يكمن في القدرة على خلق معادلات استثنائية بين الأضداد، بشكل مباشر مع الاحتفاظ بالقدرة على فهم رؤية الداخل وحركته الصامتة. فهل الانتقائية في أعمال الفنانة «ماري طرابلسي مارينييه» هي أسلوب التظيم الداخلي وانعكاساته على الرؤية الخارجية؟

أعمال الفنانةاللبنانية الفرنسية «ماري طرابلسي مارينييه» (Marie Traboulssi Mrinier) في غاليري «شريف تابت» (Galerie Cheriff Tabet).


dohamol@hotmail.com