بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2017 12:05ص معرض الفنانة منى السعودي قيمة التلاقح بين النحت والمنحى الشعري

حجم الخط
سُبكت خطوط المنحوتات في اعمال الفنانة «منى السعودي»  بتفاعل وجداني يميل الى الليونة في صلابة الخامة، لخلق فلسفة ذات واقع خارجي ناشىء عن المادة المستخدمة في النحت،  وآخر داخلي بمستوياته التحليلية والتشخيصية للشكل الذي يعزز سيطرتها على المادة الصلبة.  
لتعزيز قيمة التلاقح بين النحت وقدرة التعرجات على ابراز المنحى الشعري من كتلة حجرية تتوازن من خلالها الخطوط،  والمنطق الرياضي واشكالياته التي تبقي على اسس النحت للانعتاق  والانطلاق من صلابة الى ليونة تثير جدلية التفاعل والانفعالات الحسية،  للاتجاه نحو القصيدة والكلمة والخروج منها بكتلة ذات مقاييس جمالية موزونة، والشكل المترجم للتحولات الداخلية بأخرى حسية قادرة على المحاكاة، وخلق المقامات المتناغمة مع بعضها البعض ضمن اهمية الخامة المستخدمة والوانها او مصطلحاتها الحجرية القائمة على اوزان شاعرية اخرى لا تقل اهمية عن القصيدة او التحليل الفلسفي للشعر من خلال فن الرسم والنحت للانصراف الكلي نحو ماورائية المعنى المتشكل من  النحت على الحجر بانواعه الغرانيت او الجير او غير ذلك. 
نحت ذو فروق بصرية، يجسد الرؤية الجمالية لفنانة تستوحي من الكلمة الحسية منحوتة حجرية،  تتقاطع فيها الحالات  الفنية على مساحة واحدة.  
لتحاور بذلك الخطوط المتعرجة والخطوط الاخرى تبعا لانفعالاتها الوجدانية المتأثرة بالاوزان الشعرية، والتحريض الفني القائم على الخلق والابداع،  والتوازن بين المعنى الهندسي والمعنى النحتي.  لتنفرد كل منحوتة بجوانب تحتفظ بمعادلات، قوامها عقلاني يشير الى توازنات الكتلة والفراغ مع المقاييس المسبوكة بفن بصري محاور للمعاني الكامنة في اللاوعي. لاستكشاف كل ما هو متخيل ومحسوس وترجمته على المادة الصلبة برقة واستحسان،  وتوظيف لخطوط قصيرة وخطوط طويلة واخرى توازن بمقاييسها الفراغات وفق حركة نغمية تستدرجها «منى السعودي» لخلق التجانس والالفة بينها ، وبين المادة الحجرية التي تستخدمها للتنقيب عن الصورة التي ترعى فهم التأملات البصرية الغارقة في فهم الوجود.   
نظرية نحتية مفهومها وجداني واساسها هندسي عقلاني.  لتجمع منى السعودي بينهما في اعمالها النحتية،  وتضىء على انوثة الحجر وخصوصيته في اختيارها للمقطوعة البصرية التي تقدمها من خلاله بتشبع صوفي يميل الى التجريد لفهم الكينونة الحسية والمادية التي تترجمها من خلال الحجر والوانه المختلفة للتشديد على تأثرها الوجداني المتأتي من الكلمة ومعانيها،  والتناغم المنغرس في الاشكال المتوالدة التي تشير الى قوة الايحاءات في خلق المعنى التي تستعين به، لضبط التناقضات بتكافؤ موزون، وان تصارعت فيه الخطوط. الا ان دينامية التعرجات تصقل اوزان المنحوتة الداخلية لتبقي على المضمون الجمالي الموضوعية المؤثرة في التكافؤ النحتي المتمحور حول خاصية القصيدة وخاصية النحت والنقاط الجمالية التي يتلاحم الحس معها،  مما يخلق الكثير من التحولات التأويلية  في الفكرة التي انطلقت منها «منى السعودي» في النحت. 
تعكس منحوتات الفنانة «منى السعودي»  التلونات الانفعالية في النحت والمؤثرات الفنية المتجذرة جماليا في حواسها الفنية بشكل عام.  لينعكس ذلك على اعمالها وفق خلفيات ثقافية نابعة من الجمال  المعتمد على تشكيل هوية خاصة تتغذى من الادب والشعر والرقص وما الى ذلك. اذ تدمج حسيا بين الليونة والقساوة،  وبين الانفعال الوجداني والعقلنة النحتية بابعادها مجتمعة. 
لتكون اللغة الجمالية هي النقطة المشتركة بين كل الفنون من القصيدة الى المنحوتة  وبالعكس وفق مجازية التشكلات وقوة الايحاءات او التصورات المنسجمة مع التماثل بين المقاييس،  وتجانس العناصر المثيرة للمتعة الشاعرية في رؤية المنحوتة وربطها بالتناسق والانسجام الحسي والمادي،  وبخواص المادة الحجرية والوانها المختلفة.    
 معرض الفنانة «منى السعودي»(Mona Saudi) في غاليري «صالح بركات (SALEH BARAKAT GALLERY) «يستمر حتى 28 تشرين الاول 2017».


dohamol@hotmail.com

أخبار ذات صلة