بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 حزيران 2019 12:20ص معرض الفنانة ميراي غوغيكيان : لعبة الأشكال وحركة تجريدية حرَّة

من ألمعرض من ألمعرض
حجم الخط
تؤكد الفنانة «ميراي غوغيكيان» (Mireille Goguikian) على خصوصية أنماط التعبير التجريدي في لوحاتها التي تعرض في غاليري اكزود الأشرفية عبر المفارقات في الألوان والأشكال، لاستخراج جوهر المعايير التي تنتهجها، وتشكّل الفكرة أو لعبة الأشكال وفق الحركة التجريدية الحرة، وبمزاجية الإدراك الحسي للضوء في ألوانها، وقواعدها الحسّاسة التي تمثل شكلا من أشكال النوافذ على الحياة أو على المدن وجمالياتها بالألوان المصاحبة للتغيّرات العميقة في الأمكنة، وبإحساس شاعري لإضفاء دلالات حسية على تفاصيل غمرتها ضوئيا بالألوان الزاهية أو الإشراقات الموسيقية في التدرّج بين الأطر التشكيلية وتأويلاتها المثيرة بصريا، لترتقي برسوماتها الى الأشكال المختلفة في رؤاها، وأبعادها ضمن المقوّمات الفنية ما بين التضاد والتناغم، والايحاءات المغمسة بالانفعالات والحلم والشوق للطبيعة والحياة. فهل ترتكز أعمالها على مزيج من الأشكال المستمدّة من الطبيعة والحياة؟ أم هو نوع من التعبير عن المشاعر بالتجريد المرتكز على قوة الأشكال؟

تتوالف الألوان مع بعضها في أعمال غوغيكيان بتفاعلات ذات خلجات تؤشر الى خلق مسارات ذات بُعد جمالي يرتكز على نغمة كل لون وطوله وتموجاته، وفق تقنيات تجريدية قائمة على الحس والإدراك، بتأثيرات حركية للضوء كي تخلق نوعا من التجريد الدلالي والتأويلي، لتصوّرات ذات مغزى يتضمن المعنى البانورامي للطبيعة والحياة، وللمدينة التي ترسمها بشغف رؤيوي وعلى أسس بصرية تنغمس مع الحركة التشكيلية الخاصة بها، مما يجعل من مكوّنات لوحاتها عناوين توحي بالإنطلاق والفرح والجمال، والاشراق كي تبتعد بالمتلقي عن اليأس، وتجعله في حالة تأمّلية لا تنتهي، تسمح بالاكتشاف والتحليل، والتقاط مضامينها الفنية ذات الطابع الشاعري، بمهارة تقنية تجسّد من خلالها فلسفة تجريدية بوعي جمالي قوامه الحلم والواقع في التجريد بين الطبيعة والحياة، والتصورات العقلانية للتجريد، وان بدا حسيا الفن المختزن للأفكار دون استحضار أشكالها في الواقع، بل ملامح معالمها كصدى جمالي هو فلسفة ترتبط بفهم الفن الذي يستمد من الواقع الملموس اللمسة المرادفة للتجريد الميّال للخيال، والحلم الذي تعتبره في فكرة المدينة ذاتها ولذاتها، لأنها في أعمال غوغيكيان استدعاء للواقع من خلال التجريد الحالم والشاعري.

تبحث العين عن جزئيات الألوان وتفاصيلها الصغرى السابحة في الفضاءات التجريدية التخيّلية والقادرة على استخلاص الأشكال لمنحها صفة واقعية لوجودها الفلسفي التي تدور حولها فكرة المدينة والحياة والطبيعة، وبشكل أكثر جمالية لوجود الإنسان في الأمكنة التي تكوّنها من خطوط الألوان الدقيقة، والمندمجة هارمونيا مع الجزئيات التي تجذب الحس نحوها وفق الايقاعات والتموجات التي تشكّلها ريشة انفعالية غنية عاطفيا بالطبيعة الإنسانية، وبالعناصر البسيطة التي تتكوّن وفق رؤية غنية بالتخيّلات المتآلفة مع التجريد الغني بالخصائص اللونية، لخلق عوالم مختلفة من التجريدات وشغفها بالفكرة، ودقة تنفيذها. فهل من «فانتازيا» ساحرة في ألوانها الزاهية التي تغرّد ضوئيا مع التفاصيل الأخرى؟

تقدّم الفنانة «ميراي غوغيكيان» في معرضها هذا توليفة تجريدية تهدف الى إظهار جمالية الواقع من خلال الحلم الشاعري، والأجزاء الجوهرية المتعلقة به، لتحديد ظروف المدينة وجماليتها الطبيعية المعتمدة على فطرة ألوانها الإنسانية، وتنوّعها في الظروف الاجتماعية كافة. فتدرّجات الألوان الداكنة والفواتح منها هي جزء من كينونة الطبيعة التي تجسّدها تجريديا كما الحياة بغرابتها وطقوسها ومفاهيمها المختلفة عند البعض، وهذا لا يعني ان رسوماتها وهمية الرؤى، بل! تشير من خلال الألوان الى العلاقات المتبادلة في التجريد الحقيقي المهيمن على اللوحات.

معرض الفنانة «ميراي غوغيكيان» (Mireille Goguikian ) في «غاليري اكزود الأشرفية» (Equipe Exode) ويستمر لغاية 27 حزيران 2019.