بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2018 12:20ص معرض الفنانة هبة كلش لغة المفارقات او الاضداد

حجم الخط
تفتح الفنانة «هبة كلش» (Hiba Kalache)  قصائد اللون على الضوء لتتنفس، وبتشابك بين الخطوط التي تتصارع فيما بينها،  وان تركت للون بهجته وللضوء شاعريته. الا انها تركت للتعبير اللوني حريته، ولتدرجات  الضوء النسب الضرورية التي تمنحه البهجة، رغم تمزقه في بعض المساحات اللامتناهية، كخريطة تجددها كما ينبغي فنيا. لتكون كالمسرح الصامت في ظل الضوء ومساراته وابعاده، وحتى حركة الالوان المتوترة في بعض منها،  كالمتلاشية بعد ذوبان او انصهار لمفهوم الالوان وفلسفتها في التشابه والتماثل وربط العلاقات فيما بينها. بل! كالحياة ومتناقضاتها تماما، وفي هذا نوع ابداعي من التمثيل الفني ضمن لوحة ذات مساحة محددة جعلت منها لونا متحررا قادرا على ترجمة كل الصراعات، وايضا كل ما هو يميل الى ابراز حركة الحياة على الارض.
تقنيات فنية معاصرة التزمت بها الفنانة «هبة كلش» فانتجت رسومات فلسفية ذات وجهات نظر لعالم متعدد الاوجه تبحث عنه في حركة الالوان وتفاعلها. كمادة مع مادة اخرة جامدة،  لتعزيز جغرافية الرؤية التي تنفذها بعدة وسائل.  اذ تستنبط من الخطوط التفاصيل الجزئية الاخرى الاكثر ترجمة لافكارها الفلسفية في الفن. كما انها تعتمد على منظورين، وهما التمثيل اللوني والموضوعية في الشكل.  لخلق معادلات بين جغرافية المكان وتأثير ذلك على النفس التي تتخيط تائهة دون امكنتها. مما يخلق في اللوحة الحدث الفني المقروء بصريا وحسيا من المتلقي ومنها هي،  كمترجمة لاحاسيس اللون والفلسفة التي اعتمدتها في مسارها الفني عبر  هذا المعرض المتشكل من عدة نقاط مرتبطة نفسيا بمعنى اللون وابعاده ووجهة نظرها الفنية تجاهه. فهل تحاول ربط العلاقة بين الفن والجنون وقدرة اللوحة على تمثيل الوعي في فهم الجمال اللامتناهي.؟ 
تتناسب الوان لوحات الفنانة «هبه كلش» مع الطبيعة الهادئة والمتوترة، وان بوجهين يمثل كل منهما الانسان متجاوزة بذلك الخطاب التقني.  لتوضح قيمة التوترات او الذبذبات في ترجمة الشكل او ترك اللون يتحرر، وفق الاسلوب الذي تمنحه فيه حريته على مساحة حددتها له وفق نسب الضوء. وبهذا تكون «هبة كلش»  تكمش وتحرر ادواتها الفنية، كوسيلة لاعادة تجديد الذات الانسانية التي تلهث خلف الحركة حتى الفناء او التلاشي الكلي، وهذا الاسلوب التحفيزي الذي تتبعه هو لخلق المفارقات او الاضداد. لتقريب المفهوم الى الحس الفني، وتبسيطه ضمن لوحة هي جغرافيا الشكل واللون والضوء،  والمادة التي تحرر في فضاءات متخيلة من اجل الاصلاح النفسي من خلال الفن او لتكوين ذاتي ابتكاري لاحاسيس تتشكل تلقائيا مع اللون الذي تحاكيه «هبه كلش»  بفلسفة خاصة. 
لماذا ننسى الحقيقة ان كانت اللوحة الوهم امامنا؟  ولماذا ننسى قيمة الصراعات ان كان التنافس اللوني يتشكل بصريا امامنا بمتاهة تساؤلية لا تنتهي؟ لذلك يجب ان نفكر في موضوع اللوحة الفني عامة التي تتمثل من خلال عناصرها المختارة بدقة وعناصرها الحسية المتحررة الاخرى. وربما يرى المتلقى البساطة في اللوحة. الا ان للمادة فيها دورها الاساسي والموضوعي جماليا من خلال ما يمثله كل لون،  وعبر طبيعته الشفافة في عالم اللوحة او العالم الاخر الممثل لها، وهو العالم البشري الذي تفتش فيه «هبة كلش» عن القيم الجمالية والانسانية/ والتلاحم بين الاضداد لضمان الاستمرارية او للحفاظ على جغرافيات تندثر، وتتجدد نبحث عنه في لوحات غارقة بالتمثيل الفني المعالج للنفس من خلال اعادة بناء اللون في كل مرة، ونسبه الرياضية  وحركته وقدرته على المحاكاة. 
  معرض الفنانة  «هبة كلش»  (Hiba Kalache) في غاليري «صالح بركات» .