بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 كانون الأول 2017 12:03ص معرض الفنانة هلا عز الدين التعسف الاجتماعي بكل تفاصيله الميلودرامية

حجم الخط
تتناول الفنانة «هلا عزالدين» (Hala Ezzeddine) في لوحاتها التي تعرض حاليا في «غاليري اجيال»  الجوانب الانسانية بشاعرية تصاحبها الرؤية المخالفة للبؤس،  وانما لاظهار كل ما هو مفقود في الانسان، وموجود في المحيط من الوان بيئية مختلفة. لتخفي الوجع الانساني في لوحات تعيد فيها تشكيل المشهد تبعا لتخيلات البؤس الفني، والارتواء من رومانسية الحياة بشكلها المجرد من الرفاهية الفنية او الالوان المزهوة الملامسة لقضايا الحياة، والتعسف الاجتماعي بكل تفاصيله الميلودرامي في لوحة تحاكي الطبيعة الانسانية برسوم توحي بالقصص الادبية الخالدة مثل «فيكتور هوغو» او «احسان عبد القدوس» ووفقا للعناصر الممزوجة بالالوان الهادئة والداكنة  والمتناقضة حسيا. لتكتسب اللوحة بمنهجها المستوحى من الرؤية الانسانية للاوضاع الاجتماعية المختلفة نوعا من التصور القصصي الذي تلتقطه من  مستويات اجتماعية التقطتها من الحياة.
تعتمد لوحات الفنانة «هلا عز الدين» على الموضوع الانساني وارتباطه بالشعور الفني على وجه التحديد،  وبحميمية لونية وقساوة تأليفية.  لتوحي بالبعد الاجتماعي ولا نهائية الفقر والتشرد. لاعادة اكتشاف جمالية الحزن الذي يحجب سر الفرح القابع في النفس،  وان في لحظات تجسد المتاعب والاوجاع.  فرغم قصة البؤساء لفيكتور هوغو ما زالت تحمل جمالية اسطورية يتلذذ القارىء بقراءة تفاصيلها. كما تستمتع العين بلوحات تهيمن عليها المشاعر الانسانية والتعبيرات الميلودرامية،  والخطوط الشبيهة بالمصطلحات الرومانسية المتعددة الجوانب كلاسيكيا، وبوعي ذاتي لمشهد مدّته الريشة بحس انضباطي شكسبيري النزعة. لتثير المشاعر بفيض الخطوط الاستثنائية المتشابكة ميلودراميا والمتكيفة مع بناء اللوحة، واسلوبها المستند على انعطافات انسانية ذات مؤثرات مدهشة على النفس التي التقطت تعابيرها،  واظهرتها من خلال خطوط اللون القاسية، وبتعتيق او تقريب او استخراج المخزون النفسي من المكنون التشكيلي بشكل خاص. 
مزيج من المشاعر الانسانية الغارقة بحيوية ايقاعية لنغمة اللون.  وبتعبيرات  تستمد اصولها «هلا عز الدين» من المؤثرات التي تضفي على الحس التشكيلي  تقلبات ضوئية، كفصول تعتيم او توليف المشهد التشكيلي في اللوحة، وبتشذيب ذي هدم وبناء وتفتيح لمسارات الخطوط البصرية،  وفق القيم الانسانية المتعاطفة مع بعضها البعض. بفيزيولوجية ذات تقلبات مزاجية مؤطرة باسقاطات واقعية درامية منسجمة مع الاحداث الحالية والنزوح السوري القاهر، وبتفاصيل تجذب المتلقي اليها وكأنها قصة من القصص الادبية الكلاسيكية، بتباين يؤدي  الى مزج الحالة المستوحاة من الحدث الاجتماعي مع الحالة الداخلية للفنان وتأثره بمحيطه. ليفجر الاحزان بجمال تشكيلي يجسد بميلودراميته حركة الريشة المغموسة بالالوان الهادئة والصاخبة،  وان بمعالجات سوسيولوجية محورها المشاعر الانسانية ودورها في تشكيل اللوحة الفنية.
معايير واثار اجتماعية في لوحات ذات ديناميكية ايجابية وسلبية تثير لذة اكتشاف تعابير الوجه، وبنبرات ضربات اللون وشدة الخط وتراخيه. اذ  تعيد «هلا عز الدين» للهوية الانسانية معاناتها المخبوءة في لوحة تشبه قصة من قصص المأساة والاوضاع الانسانية المغمسة بالنزوح والشتات،  والفقر والقضايا الاجتماعية المختلفة، كنموذج فني  يمثل عدة حالات نفسية بتخيلات مطعمة بتداعيات الاحداث الحالية المحيطة بنا ناجمة عن الاحساس بالوافع الانساني المتأزم الذي يتأثر به الفنان، وتتشربه الالوان في اللوحة التي تطغى على الخطوط  والمساحة والفراغات وفق عدة اشكال تنسجها بدرامية مختلطة، وبانبعاثات متمردة على الواقع لاظهاره بشتى المعانى الداخلية والخارجية المتناقضة مع بعضها البعض. وفق ضرورة استخراج الشكل وعناصره الحسية الفيكتورية العميقة الخاضعة لصدقية المشهد المتغلغل في الريشة والوانها وواقعيتها في رسم المعاناة.  
معرض الفنانة «هلا هزالدين» (Hala Ezzeddine) في غاليري اجيال (Agial Art Gallery) . 

dohamol@hotmail.com