بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2019 12:00ص معرض الفنانة وفاء منافيخي متعة الإنسجام الفني

حجم الخط
تعزز الفنانة «وفاء منافيخي» (Wafaa Manafikhi) تباين الألوان بتوازن يؤثر على الإيقاع البصري، وجمالية الألوان التي تزيد من متعة الإنسجام الفني وامتداد النغمات في عدة ألوان تقاطعت بين الفواتح والغوامق، وبحساسية مختلفة تأرجحت بين الوضوح والعتمة، لخلق إيحاءات تعبيرية غمرتها بتنوّع الألوان والرؤية البصرية ذات القيم النسبية في الفروق بين الأكثر حرارة، والأكثر برودة بتتابع يمنح المربعات الايقاعية أو اللطشات اللونية تعبيرات غنية باللون التكميلي للآخر، مما يخلق تعويضا فسيولوجيا للون الأساسي وما يكمله. إذ تسعى منافيخي الى الثنائية في الأضداد، لتدفع كل لون من ألوانها إلى الآخر. فهل من تزامن بين اللون الأزرق أو الأبيض والضوء النقي؟

تلاعب الفنانة «وفاء منافيخي» الألوان، إذ تسلط الضوء على الخطوط الأكروباتية، والتزامن اللوني ضمن مفهوم جودة الألوان دون أن تسلخ التعارض الفني عن متعة الانسجام البصري، للحصول على جودة تعبيرات كثيفة تنطوي على الكثير من الأحاسيس المخفية، ضمن القوة التعبيرية لكل لون مزجته بثنائية متوازنة بين موجات الضوء والتكوين الجزئي لكل لون، لتتراقص الأحجام كما الأنثى بين الألوان التتابعية ذات الحركة المشبعة بحجم بقعة اللون التي تحدد القوة التعبيرية لكل لون ضمن تموجات وقيم الضوء، إضافة الى حركة الألوان الأكثر إشراقا، والمرتبطة بفكرة التناغم الموسيقي للاحاسيس الفنية التي تنتمي لريشة أنثوية تفيض بجمالية ذات بصمة تصوفية تعبيرية راقصة على التخيّلات ذات المعنى الثنائي القائم على السلبي والإيجابي، والمرأة والرجل، والبارد والحار. فهل تستتر الحركة في لوحات منافيخي خلف تزاحم الألوان؟ أم انها تترجم التلاقي الروحي الحسي من خلال الضوء وتباين ألوانها؟

تستحدث «وفاء منافيخي» لغة لونية ذات نظريات تعبيرية غنية بالتشبّع الحسي المنسجم ايقاعيا مع التشابك اللاشعوري المفتوح على عدة إيحاءات حدسية مما يجعل المتلقي يشعر ببهجة خفيّة حتى في المساحات المعتمة، والتي تجعل البصر يبحث عن المعنى المترسب في الأنثى وليونة خطوطها التي تستقرأ من خلالها الوجود الغامض للمرأة وجماليتها التي تكتمل مع الرجل المغمور في لوحاتها أو الرجل الغائب الحاضر المتجلّي في رؤياها الفنية، وثنايا المسافات التي تفصل بينها بالفواتح والغوامق، والضوء والمحاكاة المتقطعة بصريا، وبتفاعل حسي يميل إلى الصياغة التعبيرية وعوالم معطيات اللون بقدرة ذاتية تجعلنا ندخل في متاهاتها الراقصة على الأنوثة، ومجاذباتها لجدلية النفس الانسانية أو إظهار وإخفاء أحاسيس المرأة وحنينها الى الوجود الآخر من أجل مسايرة المألوف في التكامل بين الأضداد والروح الفنية التشكيلية التي تشكّل نوعا من التحرر النفسي. فهل تكسر منافيخي قيود الألوان بحثاً عن المنحى الجمالي في المتخيّل الفني؟

تبتعد منافيخي عن الإنفعالات السريعة التي تتضح في الألوان وايقاعاتها المألوفة، والمثيرة للبهجة والقادرة على تحديد الإنعكاسات التعبيرية للإحاطة بأنثوية المعنى والتأصيل، لتتخطى بذلك القيود الفنية أو قواعدها البنيوية متجهة نحو الكشف الحسي عن التعبيرات الذاتية وانطلاقاتها مع التباين المدروس، والمبطن بالحدس الوجداني الصارخ بهدوء، وكأنها تمسك بالأنثى في لوحاتها، لترقص على إيقاعات بصرية بصمت تنسج منه فراغات الضوء تارة ومشاغبة الألوان تارة أخرى، لتبقي على حركة الخطوط الموجهة الى اللانهاية أو الإيقاع الحركي الذي ينتج السمو الروحي المنفصل عن جسد راقص مع ألوان الحياة المختلفة بحثا عن آخر حقيقي يمثل اللون المفقود من لوحات المنافيخي أو الاتجاهات النفسية المتعددة لكل لون أينع نبضه روحية خاصة تشير الى عمق التصوف ومدلوله في الالتفاف على الذات بحثا عن الآخر.

أعمال الفنانة «وفاء منافيخي» (Wafaa Manafikhi) في غاليري زمان (Galerie Zaman).