بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 أيار 2018 12:01ص «مغامرات فيكتوريا العجيبة» خاضتها «ندى أبو فرحات» بمهنية عالية

«آفيديسيان» بنى عالماً إستعراضياً من حولها ميَّز جوزيف عازوري....

حجم الخط
إنها ندى أبو فرحات. واحدة من أمهر ممثلاتنا على الخشية وفي السينما. لم تقم بدعسة ناقصة أبداً، ويحسب لها أنها جربت كل ما أتيح لها من أدوار بجرأة، وثبات وحسم، فلا أحد ينسى دورها في «حكي نسوان» لـ لينا خوري، كما أن أحداً لا يستطيع تجاوز مهارتها في أداء دورها ضمن الفيلم الجميل: «تحت القصف» لـ «فيليب عرقتنجي» ومعها الرائع جورج خباز.
وبعد كل هذا، وبعدما أصبحت أماً، استأنفت «ندى» حضورها على الخشبة، فوقفت على مسرح «مترو» مسلمة الأمور بالكامل نصاً وإخراجاً إلى المخرج جيرار أفيديسيان، الذي سبق له وقدم «مادونا» ثم «رلى حمادة» في عملين أنجزا من أجلهما.
لـ «جيرار» نكهته وأسلوبه ومناخه على الخشبة.. هو متفلت من القيود، يعرف إلى أين يذهب بالأمور، مع الإشتغال على إطار يُحدّد فيه بطلة العمل وهنا تبرز صورة بطلتنا فيكتوريا أو «ندى» التي هي ذكر وليست أنثى، وهو سؤال لا ينفك يطرح على مدار المسرحية، وهي تتابع عملها فقط لأن والدها أرادها صبياً لا بنتاً عندما ولدت إثر تكاثر البنات من حوله في المنزل.
المناخ في العمل منفلش على ذاته «ندى» عجينة رائعة طيعة بالإمكان التعامل معها بشفافية في أي شخصية تعرض عليها، لكن أن تكون من حولها كاراكتيرات خليعة كثيرة فهذا ليس ضرورياً لإستدرار الضحك والكوميديا الفاقعة، وبالإمكان رسم شخصيات هزلية تقدّم نفسها مجالاً للسخرية من دون المرور إلى ذلك من باب المخنثين، وقد أعجبنا حتى الثمالة الممثل «جوزيف عازوري» الذي نعتقد أنه لم يجد من يكتب لشخصيته المتميزة والرائعة كما يجب، وهو في المسرحية علامة مضيئة ووجه يستحق التقدير والتهنئة سواء في شكل الشخصية أم في أدائها على مدى وقت العمل.
الواضح أن «آفيديسيان» لم يبخل على عرضه فإستعان بأحد أبرز مصممي الرقص سامي خوري وبمصممة الملابس نغم لبس، وبدت معالم العمل مشرقة، فيها حياة ليلية ساطعة وإن تكن فاقعة زيادة عن اللزوم كما تتطلبه مناخات النوادي الليلية، وفي وقت لم تفاجئنا فيه الممثلة زينب عساف بدنياميكيتها على الخشبة وطحشاتها اللافتة، استوقفتنا الممثلة والمخرجة بولين حداد في شخصية تأخذ راحتها على الآخر في العمل كفتاة ليل، فإستغلت جمال الوجه، وحسن الطلعة في تحويل الشخصية إلى مادة فاعلة، إنسجمت مع صورة زميلتها جويس أبو جودة، التي كانت رديفة متناغمة لها في الشكل والمضمون على مدار الوقت.
بشارة عطالله إشتغل على شخصية الراوي فأضاف إليها نكهته الكوميدية الخاصة، فدخل وإنسحب في الوقت المناسب مسجلاً حضوراً شفافاً تناغم مع باقي الفريق، خصوصاً رامي عطالله كمدير أعمال للفنانات، وجاءت الصورة ناطقة بما هي عليه الحال في هذه النوادي، مع ما يرافق ذلك من تداعيات وإسقاطات الأموال الإجتماعية الضاغطة التي أوصلت كل واحد أو واحدة إلى هذه النهاية.
«مغامرات فيكتوريا العجيبة» تحاكي مناخ الـ «هشك بشك» التي كانت إنطلقت وأشتهرت على الخشبة نفسها ووصلت حتى مهرجانات بيت الدين التي تبنت جزءاً ثانياً منها، لكنها لم تبلغها، ظلت «فيكتوريا» في حدود جد واضحة لم تتعداها إلى الإبهار، وظل اللعب الواضح على «ندى» نعم، لكن الانشغال بباقي الشخصيات أخذ منها وهجاً كان يُمكن التركيز عليه أكثر للفوز بمادة أقوى لـ فيكتوريا.
أحببنا هذه المغامرات، ومعها الشخصيات المطروحة، لكننا كنا نفضل زيادة جرعة الاهتمام بمساحة ندى على الخشبة، حتى لا يأخذ أحد من طريقها ما ليس له.



أخبار ذات صلة