يوم الخميس المنصرم، كتبنا في زاوية «كلمات» نندِّد بالمهرجانات الفنية العشوائية التي تستهدف الترويج لعارضات أزياء جميلات، ولمؤسسات تجارية، بمسمّيات ما أنزل الله بها من سلطان، وحيث تتم عمليات تتويج عن فروع فنية لغير المستحقين، واستبعاد أصحاب الجوائز الحقيقيين من كبار فناني لبنان عن هذه المهرجانات التي تحوّلت إلى «دكاكين» و«بازارات» لا رقيب عليها ولا حسيب، برغم انها تُسيء إلى سمعة وزارات الثقافة والسياحة والتربية، وإلى مختلف النقابات الفنية والمنتسبين إليها؟!
وقد ناشدنا في مقالتنا، كل هذه الوزارات والنقابات، لعب دورها بالتصدّي لمثل هذه «المهرجانات» المبنية على التزوير والكذب؟!
لم يمضِ يومان على صدور مقالتنا في «اللـــــــواء» يوم الخميس المنصرم 25/7/2019، حتى طالعنا خبراً بعنوان «16 ألف دولار للفائزين بمهرجان لبنان الوطني للمسرح»..
خبر، قرأناه، فأسعدنا بكل ما ورد فيه من تفاصيل، وأعاد ثقتنا بالوزارات الـ 3، وتحديداً «الثقافة» و«التربية»، لا سيما وقد جاء في متن الخبر: أطلق وزير الثقافة د. محمد داوود فعاليات «مهرجان لبنان الوطني للمسرح» في دورته الثانية، خلال مؤتمر صحفي عقده في الوزارة بحضور النائب بهية الحريري، المدير العام للشؤون الثقافية د. علي الصمد، نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، مدير المهرجان نقولا دانيال والفنان رفيق علي أحمد، وهو المهرجان الفني الثقافي العربي الذي يقام بمبادرة من حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح..
وإذا كان إطلاق هذا المهرجان الفني - الثقافي - اللبناني من مبنى وزارة الثقافة اللبنانية وبحضور أركان الوزارة، أمر مطلوب ومهم، فإن الأهم - برأينا - كان حضور حفل الإطلاق، رئيسة كتلة «المستقبل» النائب بهية الحريري التي سبق وتولّت وزارة التربية وتشغل اليوم رئاسة لجنة التربية بالمجلس النيابي، ومعها كل من نقيب الممثلين الفنان نعمة بدوي، والممثل القدير نقولا دانيال بصفته مدير المهرجان، والكبير رفيق علي أحمد.
إن هكذا مهرجان، بمكوّناته الثقافية - التربوية - الفنية - المسرحية، وبالرعاية التي يحظى بها من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين ولجنة التربية بالمجلس النيابي وكبار أهل المسرح والتمثيل في لبنان، يستحق بالتأكيد ثقتنا، وثقة أهل الفن المسرحي وكل محبّي ومشجّعي المسرح اللبناني، الاحترافي والمدرسي، وكل التمنيات بنجاحه في مختلف الفروع وعلى كل المستويات، بعيداً، وللّه الحمد والشكر، عن «دكاكين» و«بازارات» المهرجانات والتكريمات الكاذبة؟!
مهرجان، نعتبره، بكل مكوّناته «خطوة إصلاحية كبيرة» نأمل أن تستمر وتطاول كل المهرجانات الأخرى التي تقام على أرض لبنان...