دع عنك الغرور يا ابن آدم ما الحياة إلا مرور وعبور
وما الأيام إلا صعود وهبوط فإحذر من كل أمر محذور
- لله مسارنا ومصيرنا مهما كنّا اشداء وبعظم غير مكسور
إحذر التكبر والتجبر وإحذر عملاً تجاه الله تعالى غير مغفور
فكل ما تجنيه ملكك اما اعمالك عند المولى سبحانه فهو المذكور
تجنّب التيه والخيلاء كي لا تترك قلباً لجأ إليك منك مقهور
فالحياة غدارة ربما تغيرك من إنسان ميسور إلى آخر معسور
قابل النّاس بوجه بشوش ولا يكن لسلامك بعض الفتور
واسمع كلام المشتكي لكل طالب حق لتبعث في نفسه السرور
ولا تكن كرياح السوافي(1) التي تهب على العيون لتحجب عنها النور
ولا تتركه تائهاً محتاراً كي لا تجعله يائساً مهاجراً أو مهجور
أو كمَنْ اصابته حمى الكآبة فصار قلبه يئن كلهيب المحرور
فكن حليماً حكيماً تفند الأمور وعلى الحلم والرشد مفطور
واذكر يوماً لا بدّ منه يوم الحساب يوم تُرخى عنك الستور
لتنكشف افعالك عند القادر المقتدر قبل النّاس والجمهور
وقبل ان يروك بعيون الاشمئزاز واحترامك يصبح مهدور
مهدوراً من الفقراء قبل الاغنياء فكرامة الإنسان من أعز الأمور
مهما وصلت للعلى في دنياك وفي حياتك أنت معروف ومشهور
ستهبط القاع نتيجة كبريائك وعنجهيتك أيها المغرور
فمن تواضع لله رفعه احفظ جيداً هذا القول المأثور
1 - رياح السوافي: الرياح التي تحمل الغبار.