بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الثاني 2020 12:01ص «مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون 27» يتحدّى الأوضاع

ويعلن الإحتفال مع العالم بالذكرى 250 لولادة بيتهوفن بدءاً من 18 شباط..

بيتهوفن نجم الدورة 27 من المهرجان بيتهوفن نجم الدورة 27 من المهرجان
حجم الخط
وكأن هذا المهرجان مصاب بلعنة الحرب والأوضاع غير المستقرة في لبنان منذ 26 عاماً وحتى اليوم، ومع ذلك عوّدتنا إدارته على رفض الخضوع للظروف الصعبة ومواجهة الصعاب مهما كانت من أمنية ومادية وتنظيم دورة جديدة عاماً بعد عام دون الأخذ بعين الإعتبار المخاطر المترتبة على قرار خوض المغامرة حباً بالموسيقى، وإيماناً بحتمية الأمل بأن لبنان لا يُهزم ولا يستسلم مهما قست الظروف وكثرت الصعاب.

إنها الدورة 27 من «مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون» التي ستقام في الفترة بين 18 شباط/ فبراير و22 آذار/ مارس المقبلين في عدة مواقع أولها قاعة إميل البستاني في فندق البستان، وعلى عادتها كانت السيدة الرائعة والمشرقة دائماً ميرنا البستاني في مقدمة أعضاء اللجنة وبينهم إبنتها السيدة لورا لحود التي تتمتع بكياسة وذوق رفيعين وتتعامل بشفافية لافتة كونها الأقرب إلى رئيسة هذا الحدث الموسيقي الكبير، والوحيد بضخامته الذي يقام في فصل الشتاء بعيداً عن الزحام المعهود لبازار المهرجانات صيف كل عام مع التحفّظ على صورة العام الجاري 2020 بعد إلغاء مهرجانات الأرز عبر رئيستها النائب ستريدا جعجع، والإعلان أيضاً عن إلغاء الحفل الذي كان مقرراً أن تقيمه سيلين ديون في تموز/ يوليو المقبل ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية وسط كلام يتضاعف عن نيّة أكثر من تظاهرة كبيرة إلغاء مواعيد هذا الصيف نظراً لتفاقم الأزمات المادية في البلاد وهو ما دعانا إلى إستغراب وجود أسماء لعدد من المصارف تدعم مهرجان البستان والسؤال عن قيمة الدعم وهل هو 200 دولار فقط؟!

الجانب المادي لم يكن ولا مرة مربحاً مع المهرجان الذي أدخل إلى القاموس الشعبي اللبناني الإهتمام بالموسيقى كفن رفيع قائم بذاته بعيداً عن التقليد الشرقي العربي الذي يعتبر الأغنية هي الفن الأصيل الأول وهذا طبعاً ليس صحيحاً بدليل أننا نحفظ النغمات وندندنها قبل الكلمات، فالنغمة أولاً وبعدها الكلمة وحنجرة المغني، وبالتالي وبفضل الثقافة الموسيقية الكلاسيكية العالمية التي حضرت مع عشرات العازفين والفرق الموسيقية العالمية إلى دورات البستان المتعاقبة، باتت كل حفلات المعهد العالي للموسيقى – الكونسرفاتوار تشهد حشوداً على مدار العام من السميعة لنتاج الكبار ممن تتردد مقطوعاتهم الموسيقية في أهم القاعات والمهرجانات والمكتبات الموسيقية المحترمة، وبالتالي حملت إدارة البستان بشرى سارة إلى محبي الموسيقى عندما راعت الظروف المادية الضاغطة في البلاد وعممت بدل التذكرة الواحدة لكل الحفلات سواسية بـ 30 ألف ليرة لبنانية، وهو رقم متواضع مقابل ما يُدفع في أنحاء العالم لمتابعة حفلات كلاسيكية نخبوية، والرقم سيكون مريحاً للجميع على ما إستنتجنا من الأجواء السائدة.

15 حفلاً تم إدراجه على برمجة المهرجان، سيكون بينها واحد للبناني العالمي عبد الرحمن الباشا متعاوناً مع نصوص فرنسية كتبها ألكسندر نجار عن بيتهوفن سترافق الباشا خلال العزف في نمط مختلف من التعاطي مع هذا العبقري من خلال فكرة جديدة ستنفذ على الخشبة مع بيانو الباشا. وحملت الدورة شعار Ludwig الإسم الأول لـ بيتهوفن، ومع كل سؤال كان يُطرح تضمنه تحية حب وتقدير وعرفان بفضل وجهد وتضحيات السيدة الكبيرة ميرنا البستاني والتمنّي أن تتمتع بصحة وافرة لأنها لم تنقطع عن أسفارها لمتابعة جديد الموسيقى في صالات العالم ومن ثم نقلها إلى منبر مهرجانها الأحب البستان، معتبرة أنها رسالة عليها توصيلها بأمانة إلى عشاق الأنغام الراقية الذين وثقوا في قدرة المهرجان على القيام بالمهمة للعام الـ 27 على التوالي.